للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحياء المحمود والحياء المذموم]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من الخجل الشديد جدا الذي يمنعني من ممارسة الحياة الطبيعية فماذا أفعل حتى أتغلب على خجلي]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحياء شعبة من شعب الإيمان، كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما.

وفي الحديث أيضاً أن الحياء خير كله. رواه مسلم.

والمقصود بهذا الحياء الممدوح صاحبه الحياء الشرعي، وهو الذي يعرفه أهل العلم بقولهم:"الحياء خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق".

فإذا كان الحياء بهذه الصفة يبعث على القيام بالحقوق -سواء كانت لله أو لخلقه- ويمنع من فعل القبائح فإنه خير، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينبغي للإنسان أن يفرح بنعمة الله عليه إن رزقه هذا الحياء، ولا يحزن إن فاتته بعض الأغراض الدنيوية التي كان يُقَدِّرُ هو أنه لولا الحياء لحصل عليها، فإن هذا في الحقيقة وهم، لأن ما كتبه الله للعبد سيأتيه لا محالة.

وأما إذا كان الحياء يجر إلى ترك واجب أو فعل محرم فإنه ليس حياءاً شرعياً، بل هو تلبيس الشيطان على صاحبه، فعليه أن يراقب الله، فإنه أولى بأن يستحي منه سبحانه وتعالى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ربيع الأول ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>