للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الأدعية والأذكار عند غسل كل عضو من أعضاء الوضوء ضعيفة]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل من تغتسل يجب أن تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله على كل عضو. أم يعتبر هذا الشيء وسواسا

وشكرأ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتسمية عند الغسل والوضوء سنة، وليست بواجبة عند جمهور أهل العلم وهو الراجح، فلا يبطل الغسل ولا الوضوء بتركها عمداً ولا سهواً، وزاد بعضهم سنية الاستعاذة قبل البسملة، وأما قول أشهد أن لا إله إلا الله قبلهما أو أثناءهما، سواء كان ذلك على بعض الأعضاء أو كلها فلم نقف له على دليل، ولا قال بوجوبه أو استحبابه أهل العلم رحمهم الله فيما نعلم. وإنما ذهبت طائفة منهم إلى استحباب قول ذكر معين عند غسل كل عضوء من أعضاء الوضوء، فيقال عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه. ويقال عند غسل اليدين: اللهم أعطني كتابي بيميني ولا تعطني كتابي بشمالي. ويقال عند مسح الرأس: اللهم حرم شعري وبشري على النار. ويقال عند غسل الرجلين: اللهم ثبت قدمي على الصراط. ونحو هذا من الألفاظ المختلفة التي عبر بها بعضهم، وعمدتهم ما رواه ابن حبان في تاريخه بأسانيد ضعيفة، وقالوا: يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وهذا منها، لا سيما وقد ورد عن بعض السلف الصالح فعل هذا، كما قاله الرافعي وغيره.

وذهبت طائفة أخرى إلى عدم استحبابه لعدم صحة الدليل الوارد به، ومجرد كونه من فضائل الأعمال لا يسوغ العمل، إذ يشترط زيادة على ذلك ألا يكون الضعف شديداً وهو هنا شديد، ففي سنده كذابون ومتهمون، كما قال شيخ الإسلام. والذين صح النقل عنهم لصفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروه، ولو فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكرر منه، ولنقل إلينا ولو من قبل واحد منهم، ورجح عدم استحباب هذا الدعاء شيخ الإسلام ابن تيمية والنووي وابن القيم وغيرهم، فلا ينبغي العدول عن الأخذ به، خصوصاً أن مبنى العبادة على التوقيف، فلا مجال فيها لعمل ما لم يثبت بدليل.

وأما بعدهما فيسن أن يقول: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. رواه الترمذي وغيره.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>