للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العلم الذي يوصف صاحبه بحياة القلب ونور البصيرة]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي يا حضرة الشيخ كالتالي: قيل العلم نور والجهل ظلام، الرجاء الشرح والتعليق؟ وجزاكم الله خيراً، الرجاء الرد في أسرع وقت.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العلم الذي يوصف صاحبه بحياة القلب ونور البصيرة هو العلم بالله تبارك وتعالى وبرسله، وبما جاءوا به من وحي السماء الذي ينير الطريق ويزيل الحجب والظلام، ويكشف حقائق هذه الحياة وما بعدها، ويعطي الصورة الحقيقية لهذا الكون.

فمن اهتدى بوحي الله تعالى فعلمه نور يكشف له حقائق الوجود، ومن أعرض عن هذا النور، فإنه في ظلام دامس ولو ظن أنه علم كل شيء من مظاهر الدنيا، فإنه يظل ميت الأحياء؛ كما قال سبحانه وتعالى: أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {الأنعام:١٢٢}

وقد وردت آيات كثيرة في كتاب الله تعالى وأحاديث نبوية تنوه بالعلم وأهله، وتنفر من الجهل وأهله، قال الله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {الزمر:٩} . وقال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء {فاطر:٢٨} .

جاءت هذه الآية تعقيباً على الأمر بالنظر في مظاهر هذا الكون، والتأمل في بديع صنع الله تعالى حيث يقول تعالى في بداية السياق: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ* وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور {فاطر:٢٧-٢٨} .

ولأهمية العلم ومكانته في هذا الدين العظيم، فإن الله عز وجل لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستزيده من شيء سوى العلم، فقال تعالى: وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا {طه:١١٤} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ شعبان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>