للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا حرج في طلب الطلاق إذا استحالت العشرة بين الزوجين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أم لستة أطفال، متزوجة منذ ١٣ سنة، هناك مشاكل دائمة،هو رجل عصبي ولا يحب الحوار معي يتهمني باللؤم، مشاكلنا تزداد يوميا هو على علاقات هاتفية مع نساء أجنبيات، أصبح لا يطيق حتى حل مشاكل الأولاد حيث إنه طلقني مرة، أنا حاولت إرجاعه وبحمد الله رجع، ولكنه يحقد لا يغفر حتى إنه لا يكلم أحدا من عائلتي لإصلاح الحياة التي أصبحت مستحيلة، أنا أقول له آسفة إذا أخطأت بحقك مع أنني أكاد أتمزق من الظلم لأن الرجل يدفع المرأة لأي تصرف غير لائق، يحاول يوما ويرجع المشاكل، أنا نفد صبري حتى إنني لا أستطع النوم والأكل هذا يصعب علي، أقوم بتربية أولادي وتنشئتهم نشأة صالحة، حاولت كثيرا من المرات التحدث معه لكن دون جدوى، هناك كثير من المشاكل التي يصعب علي كتابتها. أنا محتارة ماذا أفعل كي لا أظلم أولادي ولا نفسي التي دمرها، وأظلمه؟ ماذا أفعل أنا يائسة جدا ولكني لا أقنط من رحمة الله، أقول له دائما إذا أنا أخطأت يوما بحقك أصفح ولكنه لا يفعل. أصبحت الغيرة تقتلني والشك والوحدة. أغيثوني أرجوكم كيف أتصرف قلبي يقول لي أن أطلب الطلاق وأتراجع. هل من حل؟ ما موقف الدين والسنة من مثل مشكلتي؟ أرجو الرد علي.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أن تصارحي زوجك وتتلطفي في نصحه وتوجيهه إلى المعاشرة بالمعروف، وتذكّريه بحرمة ما يفعله من مهاتفة الأجنبيات والعلاقة بهن، وتجتهدي في السعي لإصلاحه بتشجعيه على حضور مجالس العلم، ومصاحبة الصالحين، واستماع الأشرطة النافعة للدعاة المصلحين والاستعانة بالله وكثرة الدعاء، مع الحرص على حسن التبعّل له والقيام بحقوقه، لاسيما في حق الفراش، وما يتعلق به من التزين والتجمل بما لا يخالف الشرع، فذلك مما يعين على قبوله للنصح، ورده إلى الصواب.

فإن حسنت العشرة بينكما، وإلّا، فحكم من أهله وحكم من أهلك، للإصلاح بينكما، فإذا لم تنفع وسائل الإصلاح، فلا حرج عليك في طلب الطلاق أو الخلع بعد استشارة عقلاء الأهل واستخارة الله عز وجل.

واعلمي أنّ المؤمن لا ييأس أبداً، مهما أصابه من بلاء، فعليك أن تحذري من كيد الشيطان، وأن يلقي في قلبك اليأس، واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت، فلن يضيعك الله أبداً، وأبشري بكلّ خير، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. {يوسف: ٩٠} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ رجب ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>