للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم العمل بصناعة البرامج الإعلامية لتعليم حلاقة النساء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مهندس في الإعلامية، أعمل في مؤسسة أجنبية، مهمتي هي صناعة البرامج الإعلامية لتعليم حلاقة النساء، أشعر بأنها حرام لما تحتويه حلاقة النساء من محرمات ومنكرات، فأرجوك يا شيخنا أن تدلني إلى الطريق الصحيح وأن تدعو لي بالهداية لأني بعدت عن طريق الله في المدة الأخيرة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصناعة البرامج الإعلامية لتعليم حلاقة النساء هي وسيلة وليست في حد ذاتها غاية، والوسائل لها أحكام المقاصد، فكل وسيلة موصله إلى محرم ومعصية تكون محرمة قطعاً، والله جل وعلا يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:٢} ، وحلاقة النساء لو كان يُتصور أنها ستنضبط بضوابط الشرع لما قلنا بتحريم صناعة البرامج لتعليمها، ولك أن تراجع في ضوابط الحلاقة للنساء الفتوى رقم: ٢٩٨٤.

وقولك بأنك تشعر بأن مهنتك هذه حرام لما تحتويه حلاقة النساء من محرمات ومنكرات هو قول صحيح، وفيه تصديق لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين جاءه وابصة، فقال له: يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه؟ فقال وابصة: قلت: يا رسول الله أخبرني، قال: جئت تسأل عن البر والإثم، قلت: نعم، فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ويقول: يا وابصة؛ استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك. رواه أحمد بإسناد حسن.

وعلى أية حال، فإن شعورك بأنك بعدت عن طريق الله في المدة الأخيرة، هو بداية للتوبة، ونسأل الله أن يمن علينا وإياك باتباع صراطه المستقيم، والذي ننصحك به هو الابتعاد عن هذه المهنة، والسعي في الحصول على مهنة لا شبهة فيها، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>