للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الملك الذي وكله الله بإهلاك قوم لوط، ومهام جبريل بعد موت النبي]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل هناك من الملائكة من هو موكل بالزلازل، ومن هما الملكان اللذان جعلا قرية لوط عاليها سافلها، وما هي مهمة سيدنا جبريل بعد موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على خبر يفيد أن من الملائكة من هو مكلف بالزلازل، وهذا من الأمور الغيبية التي لا يمكن الإجابة عنها إلا بتوقيف من الشارع.

والملك الذي أهلك الله بفعله قوم لوط هو جبريل عليه السلام، قال ابن حجر في فتح الباري: فلما أراد الله إهلاكهم بعث جبريل وميكائيل وإسرافيل إلى إبراهيم فاستضافوه، فكان ما قص الله في سورة هود، ثم توجهوا إلى لوط فاستضافوه فخاف عليهم من قومه وأراد أن يخفي عليهم خبرهم، فنمت عليهم امرأته فجاؤوا إليه وعاتبوه على كتمانه أمرهم وظنوا أنهم ظفروا بهم، فأهلكهم الله على يد جبريل فقلب مدائنهم بعد أن خرج عنهم لوط بأهل بيته إلا امرأته فإنها تأخرت مع قومها أو خرجت مع لوط فأدركها العذاب، فقلب جبريل المدائن بطرف جناحه فصار عاليها سافلها وصار مكانها بحيرة منتنة لا ينتفع بمائها ولا بشيء مما حولها.

ومهام جبريل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته لا نعرف منها إلا ما وردت به النصوص المعصومة، من ذلك قول الله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {القدر:٤} ، قال الضحاك: إن الروح هنا جبريل، وأنه ينزل هو والملائكة في ليلة القدر ويسلمون على المسلمين وذلك في كل سنة. انتهى.

وقد أخرج الطبراني في معجمه الكبير عن ميمونة بنت سعد قالت: قلت: يا رسول الله، هل يرقد الجنب؟ قال: ما أحب أن يرقد حتى يتوضأ، فإني أخاف أن يتوفى فلا يحضره جبريل. ولم نقف على تصحيح لهذا الحديث ولا تضعيف، فإذا صح كان دالاً على أن جبريل يحضر موتة المؤمن المتطهر.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>