للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم راتب من كذب لينال مرتبا مرتفعا]

[السُّؤَالُ]

ـ[منذ خمس سنوات تقريباً عرض علي أحد الأشخاص عملا في الشركة التي يعمل بها وكنت في ذلك الوقت أعمل في شركة أخرى وكنت أتمنى أن أترك تلك الشركة لأنه كان بها ما أظن أنه لا يرضي الله وأخبرني ذلك الشخص أن أخبر صاحب الشركة الجديدة بأن مرتبي كان فى الشركة القديمة أعلى مما كنت أتقاضى بالفعل وذلك لأنه عندما يسألني إذا قلت له عن مرتبي الحقيقي القليل سوف يعطيه لي بالضبط في حين أنه يوجد في تلك الشركة زملاء يتقاضون مرتبات مرتفعة وهم في نفس مؤهلاتي وكذلك فتلك الشركة تحتاج لمثل مؤهلاتي وقدراتي وحدث ذلك وأخبرت صاحب الشركة عندما سألني عن مرتبي في الشركة القديمة أني أتقاضى مبلغا أكبر مما كنت أتقاضى بالفعل وقد ارتضى لي بذلك وأعطاني ذلك المبلغ كراتب شهري عن طيب خاطر منه خاصة كما ذكرت أن هذا هو معدل المرتبات لمن هو في مثل مؤهلاتي بتلك الشركة بل أكثر من ذلك أن راتبي يزيد كل عام بفضل الله والحمد لله أقوم بعملي بالشكل المطلوب والذي يرغبه مديري سؤالي هو وبكل صراحة:

هل الراتب الذي أتقاضاه نظير عملي في تلك الشركة حلال أم حرام؟ وإذا كان غير حلال فما هو الحل؟

جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكذب يعد من الكبائر التي حرمها الله تعالى وذم فاعلها، والواجب على المرء أن يتقي الكذب ما لم تدع إليه ضرورة، وقد بينا ذلك في الفتويين رقم: ٧٤٣٢، ٢٦٣٩١.

ومع هذا، فقد أباح الشرع الكذب في بعض الأحوال، ومنها: ما كان الكذب فيه سبيلاً لتحصيل غرض محمود، أو دفع ظلم متوقع، كما بيناه في الفتوى رقم: ١٠٥٢.

ولا نرى ما ذكرت في السؤال مبيحاً للكذب على الشركة التي تريد الانتقال إليها بالصورة التي ذكرتها، وذلك لأنه لا ضرورة لك فيه، ولا حق لك تجاهها تريد صيانته من الضياع.

وراجع في هذا الفتوى رقم: ٥٣٢٤٨، وبما أنك عملت في هذه الشركة بالفعل فلا مانع من تقاضي الراتب الذي حدد لك فيها ما دمت تقوم به لعمل المطلوب منك على الوجه الصحيح، وراجع الفتوى رقم: ٢١٣٢٩، والفتوى رقم: ٥١٥٤٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>