للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تصرف الواهب قي الهبة قبل قبضها]

[السُّؤَالُ]

ـ[قام أحد المسؤولين بصرف أرضية (قطعة أرض) لوالدي وعندما ذهبنا لمتابعة استخراج الأرضية والأوراق الخاصة بها فوجئنا بأن الاسم المسجل على وثائق الأرضية هو نفس اسم والدي ما عدا الاسم الرباعي (رابع اسم) فهو مختلف وعندما سألنا المختصين عن سبب اختلاف الاسم الأخير أخبرنا الموظف أن الأرضية هي باسم شخص آخر لديه نفس اسم والدي ولكن المسؤولين طلبوا من الموظفيين أن تكون من نصييب والدي وعندها دخل الشك إلى نفوسنا فذهبنا نسأل المسؤول أو المدير هل هذه الأرض للوالد أم هي لشخص آخر؟ أكد لنا المدير أنه صرف الأرضية لوالدي وعدنا مرة أخرى إلى الموظفين الذين بحوزتهم الأوراق الخاصة بقطعه الأرض فوجدنا بين الأوراق أنها تخص شخصا آخر ولكن الموظفين أكدوا لنا أنه باستطاعتهم أن ينزعوا أوراق الشخص الآخر ويضعوا بدلا عنها اسم والدي وأيضا قالوا لي إنها كانت بالبداية مصروفة للشخص الآخر ولكن المدير وجه بتحويلها إلى والدي مع العلم بأن الشخص الآخر بدأ يسأل عن قطعة الأرض هذه وبدأ يتابع ويعرف أين هي بالضبط، المهم بأن الأوراق التي تخص قطعة الأرض هي الآن باسم الشخص الآخر، ولكن الموظفين يقولون بأنهم يستطيعون نزع أوراق الشخص الآخر ويضعوا بدلها أوراق واسم والدي، وأخبروني أنهم باستطاعتهم صرفها لوالدي، أنا الآن محتار ولا أريد أن أحمل نفسي أو والدي التراب ونريد أن نأكل الحلال، أفتوني ما هو الحل؟ هل نتابع الإجراءت ونأخذ الأرضية؟ أم نتركها للشخص الآخر]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على تحري الحلال والبعد عن الحرام، والذي فهمناه من السؤال أن هذه الأرض هبة من الدولة، فإذا كان الأمر كذلك، فلا يجوز لوالدك أن يتملك هذه الأرض ما دامت باسم شخص آخر، لما في ذلك من الاعتداء على حقه في تملك هذه الأرض، لكن إذا تم استبدال اسم المستحق لهذه الأرض، باسم والدك من الجهة الواهبة قبل أن يقبضها هذا الشخص ويحوزها الحوز الشرعي، وتم ذلك بصورة رسمية تخلو من المحاباة والرشوة والظلم لهذا الشخص فلا مانع حينئذ من تملكها، لأن الهبة ـ أرضا كانت أو غير ذلك ـ لا تملك إلا بالقبض، وللواهب الرجوع فيها قبل قبضها والتصرف فيها كما يشاء، وراجع للأهمية الفتوى رقم: ٦٥٣٩٢، والفتوى رقم: ٥٨٦٨٦، والفتوى رقم: ١٨٧٢٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ رجب ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>