للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خطورة كثرة تفكير المرأة في رجل بعينه للزواج منه]

[السُّؤَالُ]

ـ[منذ ٣ سنوات حدثتني أختي عن ابن إحدى صديقات أمي، وأنه إذا حصل وتقدم لي أن لا أرفضه لما تعلم عنه من حسن خلق. وكانت تلك أول مرة يحدثني بها أحد عن موضوع الزواج، فكنت وقتها في الثالث متوسط.

فكرت فيما قالت لي -وما كان له داع- لكني كنت أفكر بدون أن أريد وأحلم أضغاث أحلام عنه، ولو أني لم أره ولا أعلم شكله. مرت الأيام إلى أن صرت أفكر فيه إذا تكلم أحد عن موضوع الزواج خاصة بعدما علمت أن أمي رأت رؤيا عنا وعن أهل بيته. هي لم تخبرني مباشرة لكني علمت من خلال إخبارها لأختي، وأمي كلما رأت رؤيا تكون رمزا لشيء وتحدث حقيقة وهذا ما جعل الشعور الذي بداخلي يزداد ويتأكد، وأم هذا الرجل كلما جاءت إلى بيتنا أشعر بنظراتها المختلفة إلي وكلامها أيضا.

وسؤالي هو: هل أنا آثمة إذا كنت أفكر في رجل أجنبي والله أنا لا أريد أن أفكر لكن ما حصل لي يجعلني أفكر بين فترة وأخرى؟ ولما أعلمه عنه أشعر بأنه الزوج المناسب لي. ولم أخبر أي أحد عن هذا.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تلام المرأة على رغبتها في الزواج من رجل معين لإعجابها بدينه وخلقه، بل يجوز لها أن تعرض نفسها عليه ليتزوجها، بضوابط مبينة في الفتوى رقم: ١٠٨٢٨١.

ولكن ينبغي الحذر من كثرة التفكير في شأن هذا الرجل، فإن الخواطر لها دور كبير في شغل القلب وتعلقه، وتعلق قلب المرأة برجل أجنبي ربما قاد إلى العشق المحرّم وهو مرض يفسد القلوب، وراجعي الفتوى رقم: ٩٣٦٠.

ولذا فإننا ننصحك بالإعراض عن الاشتغال بالتفكير في هذا الرجل، واشغلي نفسك بما ينفعك من أمور دينك ودنياك، فإن تقدم هذا الشاب لخطبتك ولمست منه الخلق والدين فاستخيري الله سبحانه ثم اقبلي الزواج منه، فإن تم الأمر فاحمدي الله على فضله وتيسيره، وإن صرفه الله عنك فاعلمي أنّه الخير لك في دينك ودنياك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>