للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الرسائل التي فيها وعد بالخير لمن يكتبها وإيعاد بالشر لمن أغفلها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أشكركم على جهدكم الرائع.

من فترة كثرت الرسائل التي تحس أن العقل لا يقبلها.

مثال: أن مريضة في ليلة القدر حلمت بالسيدة عائشة تسقيها ماء تشربه، ويوم قامت شفيت. هذا أصدقه، لكن يقولون قامت ووجدت بقربها قطعة قماش مكتوب فيها: لا إله إلا الله، أرسليها لخمسة عشر شخصا، أحسست بقليل من الشك، يعني ما الفرق بين أن ترسله ل٥٠ أو ١٠.

لابد من ١٥، ويقولون في اليوم الذي ترسلها فيه تسمع خبرا سارا، أحسها لا يقبلها عقلي، ويقولون لك أنه يوجد تاجر أهملها خسر كل ماله في ١٢ يوما، وفيه عامل أرسلها في ١٢يوما ذهبت كل مصائبه، أنا في هذه الحالة ماذا أفعل؟ أحس أن إنسانا ما ألف القصة، أحسها شيئا لا يقبله العقل، وآخر شيء مكتوب: بذمتك إلى يوم القيامة، وإذا أرسلتها تسمع خبرا سارا الليلة، وإذا لم ترسلها تنقلب عليك حياتك. بالذات في هذا الوقت أكثروا من الرسايل التى فيها: بذمتك وقصص لا يقبلها العقل. ماذا أفعل؟ تعبت من هذه الرسايل هل أحاسب إذا تجاهلتها؟ هل لابد أن أرسلها؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بما فيه، وأن يوفقنا سبحانه لطاعته وخدمة دينه.

واعلمي أن الغالب في مثل هذه الرسائل أنها تقوم على خزعبلات وأشياء لا أساس لها من الصحة، فلا ينبغي للمسلم الالتفات إليها، ومن الخرص الكاذب والادعاء المقيت قول بعضهم إن من كتبها كذا مرة حصل له من السعد كذا ومن لم يكتبها حصل له من النحس كذا، فمثل هؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا. {مريم:٧٨} .

فننصحك وننصح جميع إخواننا المسلمين بعدم الالتفات إلى ما في هذه الرسائل، وننصح من ينشرها بأن يتقي الله تعالى في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلا ينشر مثل هذه الخرافات، ولا يفتري على الله الكذب فقد قال الله تعالى: وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. {النحل: ١١٧،١١٦}

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: ٧٢٠٥٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>