للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خيانة الزوج هل تسوغ للزوجة التعلق بأجنبي عنها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا سألت سؤالا وأجبتموني إجابه أخافتني كثيراً.. لكن أنا سوف أوضح لكم سبب كرهي لزوجي وهو خيانته لي مع النساء ولي معه على هذا الحال ٥ سنوات.. جربت كل طريقة حسنة ولم يقلع عن ذلك.. حتى أصبحت لا أطيقه ولا أطيق العيش معه، ولكن لم أخبره وأقوم بكل حقوقه على أكمل وجه ولم أفكر ولا لحظة أن أكون مثله خوفا من العزيز الحكيم.. وحبي الشخص الذي أحبه حب طاهر عفيف لا أتواصل معه.. فأرجو إرشادي فأنا احترت أكثر.. هذا هو سؤالي السابق.. (أنا امرأة متزوجة، ولا أحب زوجي لأسباب خاصة، وقائمه بحقوقه على أكمل وجه، وأحاول جاهدة ألا أقصر معه بشيء، أو أن أبين له أني لا أحبه، ولا أزكي نفسي، أنا أحب شخصا آخر وهو يحبني، وليس بيننا أي علاقات أو تواصل فقط نعرف أننا نحب بعضا، وأنا أدعو الله دائما بهذا الدعاء: اللهم أنت أعطيتني نعما عظيمة ولم أتعمد جحدها، ولم أتعمد معصيتك، فاغفر لي ذنبي.. اللهم أنت من تضع المحبة في القلوب.. وأنت تعلم مقدار حبي لهذا الشخص، اللهم إن كان في اجتماعي معه خير لي في ديني ودنياي وأهلي وعاقبة أمري فاجمعني معه بالحلال عاجلا لا آجلا، وإن كان في اجتماعي به شر لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فأبعده عني، وأنزع محبته من قلبي، وعوضني خير العوض.. ف هل هذا يجوز أم لا، وهل يعتبر هذا الدعاء من الأمور المستحيلة، أو من التعدي في الدعاء.. لأني قرأت آداب الدعاء، وفيها أن لا يتعدى في الدعاء، وألا يدعو بأمر مستحيل؟) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن الدعاء المذكور فجوابنا كما سبق أنه غير جائز، وقد بينا الأسباب في الفتوى السابقة وهي برقم: ١٢٠٢٦١، وراجعي أيضاً الفتوى رقم: ١١٣١٢٢.

وخيانة زوجك لا تعطي لك الحق في التعلق برجل لا يحل لك، فعشق الرجل الذي لا يحل لك معصية، وخيانة زوجك معصية أخرى لا تبرر الأولى، وإنما تعطي لك خيارات شرعية يجوز الأخذ بها كأن تطلبي مفارقته بطلاق أو خلع إن لم ينته عن خيانتك، وقد كان الأولى بك ألا تكوني سلبية تلك المدة الطويلة إن تأكد عندك خيانته لك بارتكاب الفاحشة أو كبائر أخرى مع النساء، فإن كنت بذلت ما في وسعك لإقلاعه ولم يفعل فيحل لك طلب الطلاق أو الخلع منه، وقد قيدنا في فتوانا السابقة عدم جواز ذلك بما إذا لم يكن هناك سبب مشروع.

أما وقد ذكرت أنه خائن -ونحن نفتي حسب ما يذكر السائل والله حسيبه- فلا بأس بطلب مفارقته لخيانته وليس للزواج من ذاك الرجل فهذا أمر خارج عما نتكلم فيه.

ويمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٠٦٤٩١، ٧٧٦٣٨، ٢٦٢٣٣، ٣٩٣٨٧، ٢٧٩٩٣، فقد تكلمنا فيها عن موقف الزوجة من خيانة زوجها والحلول الشرعية لها، ونسأل الله تعالى أن يتوب على زوجك وأن يؤلف بينكما.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>