للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[توجيهات للسالك في طريق التوبة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أيها السادة ...

أنا في الـ ١٦ من عمري ومشكلتي الوحيدة هي أني أريد أن أتوب ولكن هناك عوائق كثيرة أمامي:.

١- حب الرذيلة.

٢- كثرة الخلوة بنفسي.

٣- الفتيات وما أدراكم ما الفتيات فمدرستي في مدينة المنصورة، وهناك فتيات يرتدين ملابس ضيقة وقصيرة.

٤- الأغانى.

٥- التلفاز.

٦- العادة السرية وهذه هي أبرزها.

٧- السينما.

٨- عندما أتوب وأذهب للصلاة مثلاً هناك الكثيرون يتغامزون علي.

أيها السادة.....

أرجو من سيادتكم إيجاد حل لهذه المشكلة العويصة ... بالنسبة إلي وكذا الشباب الذين هم في سني]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت في تفكيرك بأمر التوبة والاستقامة على الطاعة، فهذه بداية السير في الطريق الصحيح، ونوصيك بأن تهون على نفسك، فإن الأمر يسير على من يسره الله عليه، خاصة وأنك على معرفة بالأدواء فتسهل حينئذ معرفة الدواء.

واعلم أن التوبة إلى الله سبحانه من المعاصي فرض على المسلم ليس له خيار في ذلك، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور: ٣١} .

فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة والصدق فيها، فمن صدق الله تعالى صدقه، قال سبحانه: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ {محمد: ٢١} .

وقد ذكرنا بعض النصائح والتوجيهات لمن يريد أن يتوب وذلك بالفتوى رقم: ٢٥٣٣٢ فراجعها.

ونضيف هنا بعض النصائح المهمة، ومنها:

أولاً: الحذر من الوحدة، فهي مصيدة الشيطان للإنسان، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوحدة، ففي مسند أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة، أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده.

ثانياً: مراقبة الله تعالى في الخلوة، قال تعالى: إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {النساء: ١} .

وراجع الفتوى رقم: ١٢٩٢٨.

ثالثاً: أن تتذكر سوء عاقبة المعصية، وأنها قد تكون سبباً في سوء خاتمة العبد وراجع الفتوى رقم: ٣٤٣٧٠ والفتوى رقم: ٥٢٤٦٦.

رابعاً: أن تجتهد في غض بصرك عن محارم الله، ويجب عليك ترك الدراسة في هذه المدرسة التي بها اختلاط بالفتيات، والبحث عن مدرسة أخرى لا يوجد بها اختلاط..

خامساً: عدم الالتفات إلى سخرية الساخرين، وعليك بالصبر على أذاهم، وراجع الفتوى رقم: ١٩٩٦٩ والفتوى رقم: ٥١٠٠١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>