للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسألة حول الإمساك باليد اليمنى مع اليسرى عند الإقامة]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل مسك اليد اليمنى مع اليد اليسرى عند الإقامة إلى الصلاة منهي عنه؟ وذلك لأن أناسا كانوا يصلون خلف الرسول صلى الله عليه وسلم يخفون بأيديهم الأصنام.

جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مسك اليد اليمنى مع اليد اليسرى عند القيام إلى الصلاة وقبل الدخول فيها غير مطلوب ولم يرد فيه شيء يدل على مشروعيته، وإن كان السائل الكريم يعني بالمسك عدم رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، ويسأل: هل رفع اليدين عند الإحرام مأمور به، لأن بعض الناس كانوا يخفون أصنامهم ... إلى آخره.

فالجواب: أن هذا التعليل ذكره صاحب الفواكه الدواني في شرح رسالة بن أبي زيد القيرواني المالكي فقال: وحكمة استحباب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام: إما لمخالفة المنافقين في ضم أذرعهم إلى أجنابهم حرصا على بقاء أصنامهم تحت آباطهم، فأمرنا بالرفع لمخالفتهم، وللإشارة إلى أن المصلي قد رفض الدنيا وأقبل على ربه.انتهى.

لكن التحقيق في ذلك أن رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال النووي في شرح صحيح مسلم: واختلفت عبارات العلماء في الحكمة في رفع اليدين، فقال الشافعي رضي الله عنه: فعلته إعظاما لله تعالى واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال غيره: هو استكانة واستسلام وانقياد، وكان الأسير إذا غلب مد يديه علامة للاستسلام، وقيل: هو إشارة إلى استعظام ما دخل فيه، وقيل: إشارة إلى طرح أمور الدنيا والإقبال بكليته على الصلاة ومناجاة ربه سبحانه وتعالى. إلى أن قال: وقيل غير ذلك، وفي أكثرها نظر، والله أعلم.انتهى. ولم يذكر النووي مسألة الأصنام.

وإن كان السائل يعني شيئا آخر فالرجاء توضيحه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ جمادي الثانية ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>