للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أما الدعاء فيها: فعند ابى يوسف ومحمد أن الامام اذا فرغ من الخطبة جعل ظهره الى الناس ووجهه الى القبلة ويشتغل بدعاء الاستسقاء، والناس قعود مستقبلون بوجوههم القبلة، لان الدعاء مستقبل القبلة، أقرب الى الاجابة فيدعو الله، ويستغفر للمؤمنين. ويجددون التوبة ويستسقون.

وفى فتح القدير: ويستحسن الدعاء بما يؤثر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو به فى الاستسقاء، وهو «اللهم أسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا (١) غدقا (٢) مجللا (٣) سحا عاما (٤) طبقا دائما. اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم ان بالبلاد والعباد والخلق من اللأواء والضنك ما لا نشكو الا اليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الارض اللهم انا نستغفرك انك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا.

وفى البدائع خاصا برفع اليدين فى الدعاء، ثم ان شاء رفع يديه نحو السماء عند الدعاء، وان شاء أشار بأصبعه.

كذا روى عن أبى يوسف، لان رفع اليدين عند الدعاء سنة، لما روى أن النبى صلي الله عليه وسلّم، كان يدعو بعرفات باسطا يديه كالمستطعم المسكين وقال فى تحويل الرداء: وهل يقلب الامام رداءه؟

لا يقلب فى قول أبى حنيفة.

وعندهما، يقلب اذا مضى صدر من خطبته، واحتجا بما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قلب رداءه.

ولابى حنيفة ما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم استسقى يوم الجمعة ولم يقلب الرداء، ولان هذا دعاء فلا معنى لتغيير الثوب فيه، كما فى سائر الادعية.

وما روى أنه قلب الرداء محتمل أنه تغير عليه فأصلحه، فظن الراوى أنه قلب أو يحتمل أنه عرف من طريق الوحى أن الحال ينقلب من الجدب الى الخصب متى قلب الرداء بطريق التفاؤل. ففعل وهذا لا يوجد فى حق غيره.

وكيفية تقليب الرداء عندهما أنه ان كان مربعا جعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه.

وان كان مدورا جعل الجانب الايمن على الايسر والايسر على الايمن.

وهل يقلب القوم أرديتهم أم يختص ذلك بالامام وحده؟

قال الكاسانى: وأما القوم فلا يقلبون أرديتهم عند عامة العلماء.


(١) مريعا من المراعة وهى الخصب.
(٢) غدقا كثير الماء والخير.
(٣) مجللا: الذى يعم نفعه وخيره.
(٤) طبقا عاما شاملا.