للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأحدث فاستخلف رجلا قال يصلى بالناس ركعتين (١).

وقال الخرشى (٢): والامام اذا حصل له عذر يوم الجمعة فان زال عن قرب فان الجماعة يجب عليهم انتظاره على الاصح وهو قول ابن كنانة وابن أبى حازم والقول الآخر أنه يستخلف من يتم بهم فان لم يستخلف استخلفوا من يتم بهم ولا ينتظروه وجاء فى المدونة لمالك قال سحنون سألت مالكا عن امام الفسطاط‍ يصلى بناحية العسكر يوم الجمعة ويستخلف من يصلى بالناس فى المسجد الجامع الجمعة أين ترى أن نصلى؟ أمع الامام حيث يصلى بالعسكر أم فى المسجد الجامع؟ قال لا أرى أن يصلوا الا فى المسجد الجامع وأرى الجمعة للمسجد الجامع والامام قد تركها فى موضعها (٣).

[مذهب الشافعية]

قال فى المجموع (٤): لو أغمى على الخطيب فى أثناء الخطبة أو أحدث وشرطنا الطهارة فهل يبنى عليها غيره؟ فيه طريقان أصحهما وبه قطع البغوى وصححه المتولى أن فيه قولين بناء على الاستخلاف فى الصلاة والثانى القطع بالمنع حكاه المتولى وفرق بأن فى الاستخلاف يستخلف من كان شاركه فى الصلاة ولا تتصور مشاركة غيره فى الخطبة فان قيل هذا ضعيف لان المقصود فى الصلاة انما يشترط‍ استخلاف من كان معه فى الصلاة حيث يؤدى الى اختلال ترتيب الصلاة وهذا المعنى مفقود هنا فالجواب بأن المقصود فى الخطبة أيضا الوعظ‍ ولا يحصل ببناء كلام رجل على كلام غيره والاصح هنا منع البناء قال البغوى فان جوزنا البناء اشترط‍ كون الثانى ممن سمع الماضى من الخطبة والا استأنفها والى هذا الرأى الاخير ذهب صاحب اعانة الطالبين.

أما صاحب نهاية المحتاج (٥) فقد فرق بين من أحدث فى أثناء الخطبة وبين من أغمى عليه فيها فقال ويجوز للخطيب اذا أحدث فى أثناء الخطبة أن يستخلف غيره بشرط‍ أن يكون الخليفة قد حضر البعض الفائت من الخطبة أما من أغمى عليه فى أثناء الخطبة امتنع الاستخلاف والفرق بينه وبين المحدث أن المغمى عليه خرج عن الاهلية بالكلية بخلاف المحدث بدليل صحة خطبة غير الجمعة منه، وان كان الاستخلاف بين الخطبة (٦) وبين الصلاة جاز الاستخلاف لكن يشترط‍ سماع الخليفة


(١) المرجع السابق ج ١ ص ١٥٦ الطبعة السابقة.
(٢) الخرشى على خليل ج ٢ ص ٨٧ الطبعة السابقة.
(٣) المدونة الكبرى للإمام مالك ج ١ ص ١٥١ الطبعة السابقة.
(٤) المجموع ج ٤ ص ٥٢٢ الطبعة السابقة.
(٥) نهاية المحتاج ج ٢ ص ٣٣٩ الطبعة السابقة.
(٦) اعانة الطالبية ج ٢ ص ٩٧ الطبعة السابقة ونهاية المحتاج ج ٢ ص ٣٣٩ الطبعة السابقة.