للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنى المصطلق وهم غارون، وروى: وهم غافلون.

فان كانوا ممن لا يجوز اقرارهم على الكفر بالجزية قاتلهم الى أن يسلموا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها.

وان كانوا ممن يجوز اقرارهم على الكفر بالجزية قاتلهم الى أن يسلموا أو يبذلوا الجزية، والدليل عليه قول الله عز وجل:

«قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ}.

{حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ} (١).

وروى بريدة رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم اذا بعث اميرا على جيش أو سرية قال اذا أنت لقيت عدوا من المشركين فادعهم الى احدى ثلاث خصال.

فأيتهن ما أجابوك اليها فاقبل منهم وكف عنهم.

ادعهم الى الدخول فى الاسلام.

فان أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم.

ثم ادعهم الى التحول من دارهم الى دار الهجرة.

فان فعلوا فاخبرهم أن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين.

فان دخلوا فى الاسلام وأبوا أن يتحولوا الى دار الهجرة فاخبرهم انهم كاعراب المؤمنين الذين يجرى عليهم حكم الله تعالى ولا يكون لهم فى الفئ والغنيمة شئ حتى يجاهدوا مع المؤمنين.

فان فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم.

وان أبوا فادعهم الى اعطاء الجزية.

فان فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم.

وان أبوا فاستعن بالله عليهم ثم قابلهم (٢).

[مذهب الحنابلة]

جاء فى المغنى أن الكفار قسمان:

أهل الكتاب والمجوس.

وعبدة الأوثان.

أما أهل الكتاب والمجوس فلا يدعون قبل القتال لأن الدعوة قد أنتشرت وعمت فلم يبق منهم من لم تبلغه الدعوة الا نادر بعيد.

وأما عبدة الأوثان فمن بلغته الدعوة منهم لا يدعى، ومن لم تبلغه الدعوة دعوا قبل القتال.


(١) الآية رقم ٢٩ من سورة التوبة
(٢) المهذب لأبى اسحاق ابراهيم بن على ابن يوسف الفيروزابادى الشيرازى ج ٢ ص ٢٣١ - ٢٣٢ فى كتاب بأسفله التنظيم المستعذب فى شرح غريب المهذب لمحمد بن احمد بن بطال الركبى.