للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا بأس به ليلا وان بطيب، وتمسحه نهارا.

سواء كان بطيب أم لا، وقال الأبى ان محل هذا حيث كان بطيب (١).

[مذهب الشافعية]

يوجب الشافعية - كغيرهم - الاحداد فى عدة الوفاة لما روت أم سلمة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:

المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب ولا الممشق ولا الحلى ولا تختضب ولا تكتحل ولا يجب ذلك على المعتدة الرجعية لأنها باقية على الزوجية ولا يجب على أم الولد اذا توفى عنها مولاها ولا على الموطؤة بشبهة، لما روت أم حبيبة أن النبى صلى الله عليه وسلم: قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا واختلف قول الشافعى فى المعتدة المبتوتة فقال فى القديم:

يجب عليها الإحداد لأنها معتدة بائن فلزمها الإحداد كالمتوفى عنها زوجها وقال فى الجديد:

لا يجب عليها الإحداد لأنها معتدة من طلاق فلم يلزمها الاحداد كالرجعية. ومن لزمها الاحداد حرم عليها أن تكتحل بالاثمد والصبر وقال أبو الحسن الماسرجسى: ان كانت سوداء لم يحرم عليها. والمذهب أنه يحرم لما ذكر من حديث أم سلمة ولأنه يحسن الوجه.

ويجوز أن تكتحل بالأبيض كالتوتيا، لأنه لا يحسن بل يزيد العين مرها، فان احتاجت الى الاكتحال بالصبر والاثمد اكتحلت بالليل وغسلته بالنهار لما روت أم سلمة قالت:

(دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفى أبو سلمة وقد جعلت على عينى صبرا فقال: ما هذا يا أم سلمة قلت إنما هو صبر ليس فيه طيب فقال إنه يشب الوجه لا تجعليه إلا بالليل، وتنزعينه بالنهار (٢).

وأضاف صاحب نهاية المحتاج أن الاثمد يحرم ولو كان غير مطيب وأن الأولى ترك الاكتحال عند الحاجة (٣).

[مذهب الحنابلة]

يرى الحنابلة أن تجتنب المتوفى عنها زوجها أمورا منها الزينة فى نفسها وأن تكتحل بالاثمد من غير ضرورة وذلك لحديث أم سلمة ولما روته أم عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تحد المرأة فوق ثلاثة أيام إلا على زوج فإنها تحد أربعة أشهر وعشرا ولا تلبس ثوبا معصفرا الا ثوب عصب ولا تكتحل ولا تمس طيبا إلا عند أدنى طهرها إذا طهرت من حيضها بنبذة من قسط‍ أو اظفار) وهو حديث متفق عليه.

ولأن الكحل من أبلغ الزينة والزينة تدعو اليها وتحرك الشهوة فهى كالطيب وأبلغ منه وان اضطرت الحادة إلى الكحل بالاثمد للتداوى فلها أن تكتحل ليلا وتمسحه نهارا لما روت أم حكيم بنت أسد عن أمها: أن زوجها توفى وكانت تشتكى عينها فتكتحل بالجلاد فأرسلت مولانا لها إلى أم سلمه تسألها عن كحل الجلاد فقالت:


(١) مواهب الجليل ج‍ ٤ ص ١٥٤، ١٥٥
(٢) المهذب ج‍ ٢ ص ١٤٩.
(٣) نهاية المحتاج ج‍ ٧ ص ١٤٢ وينظر مغنى المحتاج ج‍ ٣ ص ٣٦٩.