للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

معلوم من المال لكل واحد منهم فوجب العمل بالآيتين بأن يجعل لكل واحد فرضه بتلك الآية ثم يجعل ما بقى مستحقا لهم للرحم بهذه الآية. ولهذا لا يرد على الزوجين لانعدام الرحم فى حقهما وقد كان زيد بن ثابت لا يرى الرد ويجعل الفاضل فى بيت المال وبه قال مالك ومتقدموا المالكية (١) وهو قول الشافعية اذا كان بيت المال منتظما (٢) ومذهب الحنابلة (٣) والزيدية (٤) والجعفرية (٥) الذين قالوا ان الارث بالتعصيب باطل ويرون أن الارث بالرد نوع من الارث بالقرابة وهو مذهب الإباضية (٦) أيضا على تفصيل موضعه مصطلح رد».

[توريث ذوى الأرحام]

[مذهب الحنفية]

ذو الرحم (٧) هو كل قريب ليس بدى سهم ولا عصبة. وكان أكثر الصحابة كعمر وعلى وابن مسعود وأبى عبيدة بن الجراح ومعاذ ابن جبل وأبى الدرداء وغيرهم ممن تابعهم فى ذلك من التابعين كعلقمة وشريح وابراهيم والحسن وابن سيرين كل هؤلاء وغيرهم كانوا يرون توريث ذوى الأرحام، وبه قال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وزفر ومن تابعهم لقوله تعالى «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ» اذ معناه أولى بميراث بعض فيما كتب الله تعالى وحكم به الاية نسخت التوريث بالموالاة فما كان لمولى الموالاة والمؤاخاة صار مصروفا الى ذوى الأرحام، وما بقى عند الحنفية من ارث مولى الموالاة صار متأخرا عن ارث ذوى الأرحام.

وذوو الأرحام فى الارث أصناف أربعة:

الصنف الأول: ينتسب الى الميت وهم أولاد البنات وان سفلوا ذكورا كانوا أو اناثا وأولاد بنات الابن كذلك.

والصنف الثانى: ينتمى إليهم الميت وهم الأجداد الساقطون أى الفاسدون وان علوا كأب أم الميت وأب أب أمه والجدات الساقطات وان علون كأم أب أم الميت وأم أم أب الميت.

الصنف الثالث: ينتمى الى أبوى الميت وهم أولاد الأخوات وان سفلوا سواء كانت تلك الأولاد ذكورا أو اناثا وسواء كانت الأخوات لأب وأم أو لأب أو أم، وبنات الاخوة وان سفلن سواء كانت الاخوة من الأبوين أو من أحدهما وبنو الاخوة لأم وان سفلوا.

الصنف الرابع: ينتمى الى جدى الميت وهما أب الأب وأم الأم أو جدتيه وهما أم الأب وأم الأم وهم العمات على الاطلاق فانهن أخوات لأب الميت والأعمام لأم فانهم اخوة لأبيه من أمه، والأخوال والخالات فانهم اخوة وأخوات لأم الميت فالمذكورون فى أمثلة الأصناف الأربعة وكل من يدلى الى


(١) بداية المجتهد ح‍ ٢ ص ٣٤٦.
والشرح الكبير ح‍ ٤ ص ٤٦٨.
(٢) المهذب ح‍ ٢ ص ٣١ ونهاية المحتاج ح‍ ٦ ص ١١ ومغنى المحتاج ح‍ ٣ ص ٦، ٧.
(٣) كشاف القناع ح‍ ٢ ص ٣٦٤.
(٤) البحر الزخار ح‍ ٥ ص ٣٥٧.
(٥) الروضة البهية ح‍ ٢ ص ٣١٦ والمختصر النافع ص ٢٦٨.
(٦) شرح النيل ح‍ ٨ ص ٤٠٣.
(٧) السراجية ص ١٦٣، ٢٠٤.