للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه تشمل غير الثريد ولا ينبغى أن يقسم الرغيف بالخنجر بل يكون ذلك باليد، ولا يقسم من وسطه بل من حواشيه والسنة فى اللحم أن يؤكل بعد الطعام وأن ينهش، قال النبى صلّى الله عليه وسلم: خير ادامكم اللحم، وقال صلّى الله عليه وسلّم: سيد ادام الدنيا والآخرة اللحم.

ويكره أن يغسل اليد بالطعام كدقيق الحنطة وكذا يكره أن يمسح اليد به - وهذا هو المعتمد ومثل دقيق الحنطة فى ذلك نخالة القمح لما فيها من الطعام بخلاف نخالة الشعير فلا كراهة فى الغسل بها ولا فرق فى الكراهة بين أن يكون ذلك فى زمن المسغبة وغيرها ويكره القران فى نحو التمر فيكره أن يأخذ اثنين فى مرة واحدة ولو كان ملكه حيث أكل مع غيره لئلا ينسب الى الشره، فان كان الغير شريكا بشراء أو غير ذلك فيحرم للاستبداد بزائد ان استووا فى الشركة، أما ان كان وحده أو مع عياله فلا يكره. قال النفراوى، اختلف هل النهى للأدب أو لئلا يأخذ كل واحد أكثر من حقه فعلى الأول يكون نهى كراهة وعلى الثانى يكون النهى للحرمة (١).

[مذهب الشافعية]

جاء فى مغنى المحتاج أن ترك التبسط‍ فى الطعام المباح مستحب فانه ليس من أخلاق السلف. هذا اذا لم تدع اليه حاجة كقرى الضيف وأوقات التوسعة على العيال من نحو يوم عاشوراء ويومى العيد، ولم يقصد بذلك التفاخر والتكاثر بل قصد به تطييب خاطر الضيف والعيال وقضاء وطرهم مما يشتهونه.

وقد حكى الماوردى رحمه الله تعالى مذاهب فى اعطاء النفس شهواتها المباحة.

فبعض المذاهب تمنع النفس من ذلك وتقهرها لئلا تطغى.

وبعضها يعطيها تحيلا على نشاطها وبعثها على روحانيتها.

قال الماوردى، والأشبه التوسط‍ بين الأمرين لأن فى اعطاء النفس كل ما تشتهى سلاطة عليه وفى منعه اياها من ذلك بلادة.

ويسن الحلو من الأطعمة، وكثرة الأيدى على الطعام واكرام الضيف، والحديث الحسن على الأكل، ويسن تقليله ويكره ذم الطعام اذا كان الطعام لغيره لما فيه من الايذاء أما ان كان الطعام له فلا كراهة.

ويسن أن يأكل من أسفل الصحفة ويكره أن يأكل من أعلاها أو من وسطها.


(١) بلغة السالك ج ٢ ص ٤٨٧ وما بعدها الى ص ٤٩٠ نفس الطبعة المتقدمة.