للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح فسمعته أذناى ووعاه قلبى وأبصرته عيناى حين تكلم به: أنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ان مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة فان أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقولوا له: ان الله أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم. ولم يأذن لكم. وانما أذن لى ساعة من نهار. وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس. وليبلغ الشاهد منكم الغائب» وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ان الله حرم دخول مكة فلم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدى. وإنما أحلت لى ساعة من نهار لا يختلى خلاها. ولا يعضد شجرها. ولا ينفر صيدها ولا تلتقط‍ لقطتها الا لمعرف» وقال العباس يا رسول الله الا الاذخر لصاغتنا وقبورنا قال:؟ الا الاذخر» اخرجه البخارى وصححه - وعنه رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم يوم افتتح مكة «لا هجرة ولكن جهاد ونية. واذا استنفرتم فانفروا وان هذا بلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة. وأنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلى. ولم يحل لى إلا ساعة من نهار. فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده. ولا يلتقط‍ لقطته إلا من عرفها. ولا يختلى خلاها» قال العباس: يا رسول الله الا الاذخر لقينهم ولبيوتهم قال: «الا الاذخر».

[ما اختصت به المدينة وحرمها]

اختصت المدينة بانها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومستقره ومثوى جسده الطاهر الشريف ومقر أشرف بقعة فى الأرض وبأنها تغلب غيرها من القرى وتظهر عليها وبأن المسلمين يتجهون اليها ويتعلقون بها دائما.

كما اختصت من بين سائر البلاد بعد مكة بأن حرمت وجعل لها حرم كمكة.

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهى المدينة تنفى الناس كما ينفى الكير خبث الحديد» أخرجه البخارى ومسلم. وعن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «المدينة حرم من كذا الى كذا لا يقطع شجرها ولا يحدث فيها حدث. من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

[الاختصاص فى الأزمنة]

وفى اختصاص الأزمنة اختص الله تعالى ليلة القدر بشرف عظيم اذ أنزل فيها القرآن الكريم وأنزل فى فضلها وشرفها قرآنا يتلى وذكرا يتردد {(إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)}. كما اختص ١ شهر رمضان بالصيام ونزول