للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الأزهرى: وكان بعضهم يقول:

عذر يعذر بمعناه ومنه قول الأخطل:

فان تك حرب ابنى نذار تواضعت … فقد عذرتنا فى كلاب وفى كعب

ويروى أعذرتنا، أى جعلت لنا عذرا فيما صنعناه.

ويقال: أعذر الرجل اذا أحدث.

وأعذر المكان أى كثر فيه العذرة وهى الغائط‍.

والعذرة الختان والعذرة الجلدة يقطعها الخاتن وعذر الغلام والجارية يعذرهما عذرا وأعذرهما ختنهما.

والعذار - بكسر العين - والاعذار والعذيرة والعذير كله طعام الختان.

وفى الحديث: الوليمة فى الاعذار حق، فالاعذار الختان.

ثم قيل للطعام الذى يطعم فى الختان اعذار.

وفى الحديث: كنا اعذار عام واحد، أى ختنا فى عام واحد، واعذروا للقوم عملوا ذلك الطعام لهم وأعدوه.

واعذار والعذار طعام المأدبة (١).

[التعريف فى اصطلاح الفقهاء]

لا يكاد الفقهاء فى استعمالهم كلمة:

اعذار يخرجون على المعنى اللغوى لها، فالاعذار فى استعمالهم يأتى.

بمعنى تقديم العذر.

وبمعنى المبالغة.

وبمعنى ثبوت العذر.

وبمعنى الختان ووليمته.

جاء فى تهذيب الفروق قال ابن سهل رحمه الله تعالى: والاعذار المبالغة فى العذر، ومنه قولهم: قد أعذر من أنذر.

أى قد بالغ فى الاعذار من تقدم اليك فأنذرك، ومنه اعذار القاضى الى من ثبت عليه حق يؤخذ منه فتعذر عليه فيمن شهد عليه بذلك (٢).

وجاء فى مواهب الجليل: ووقع فى كتاب محمد: المشترى أعذر من البائع فى الرجوع أيضا، ويعنى أعذر أكثر اضطرارا.


(١) لسان العرب للامام ابن منظور ج ٢٠ ص ٥٤٥ وما بعدها الى ص ٥٥٥ مادة عذر طبعة صادر دار بيروت ..
(٢) تهذيب الفروق والقواعد السنية فى الأسرار الفقهية للشيخ محمد على حسين ج ٤ ص ١٢٩ فى كتاب على هامش للامام شهاب الدين أبى العباس بن احمد بن ادريس ابن عبد الرحمن المشهور بالقرافى، طبع مطبعة دار احياء الكتب العربية الطبعة الأولى سنة ١٣٤٦ هـ‍ ..