للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باتباعه، وقد روى أسلم عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه اضطبع ورحل وقال: ففيم الرمل ولم نبد مناكبنا، وقد نفى الله المشركين، بلى، لن ندع شيئا فعلناه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، واذا فرغ من الطواف سوى رداءه.

ولا يضطبع فى غير هذا الطواف ولا يضطبع فى السعى، ولنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضطبع فيه، والسنة الاقتداء به.

وقال أحمد ما سمعنا فيه شيئا.

والقياس لا يصح الا فيما عقل معناه (١).

[مذهب الزيدية]

قال الزيدية: من سنن الطواف الاضطباع لفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم وذكروا حديث يعلى بن أمية وحديث ابن عباس السابقين فى مذهب الأحناف.

وقال صاحب البحر الزخار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل بعد الفتح فى عمرة الجعرانة وحجة الوداع وجاء فى تعليقات البحر حديث أسلم عن عمر برواية أخرى اذ يقول عمر:

فيم الرملان والكشف عن المناكب وقد أطأ (٢) الله الاسلام ونفى الكفر وأهله ولكن مع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم «أطأ الله الاسلام ثبته وأرساه (٣).

[مذهب الإباضية]

قال الإباضية: والطواف بالبيت صلاة لكن أحل الله فيه الكلام: وليضطبع قبل ابتداء الطواف.

ثم فسروا الاضطباع بأن يجعل وسط‍ الرداء تحت الابط‍ الأيمن ويجمع طرفاه على المنكب الأيسر طرفا وراء الظهر وطرفا على الصدر.

ثم قالوا: اذا فرغ من الاضطباع فليجعل البيت عن يساره (٤). وفصلوا بعد ذلك طريقة الطواف.


(١) المغنى لابن قدامة ج ٣ ص ٣٧٢، ص ٣٧٣ الطبعة السابقة.
(٢) أطأ بتشديد الطأء، والهمزة فيه بدل من واو وطأ.
(٣) كتاب البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار للامام أحمد بن يحيى المرتضى ج ٢ ص ٣٥٢ الطبعة الأولى طبعة أنصار السنة المحمدية بمصر سنة ١٣٦٨ هـ‍.
(٤) كتاب قناطر الخيرات لاسماعيل بن موسى الجيطالى النفوس ج ٢ ص ٨٤، ص ٨٥ طبع المطبعة البارونية بمصر سنة ١٣٠٧ هـ‍.