للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

للزوج منع زوجته من أكل الثوم والبصل وكل ما ينتن الفم قال: ومقتضاه أن يمنعها من شرب التتن، لأنه ينتن الفم خصوصا اذا كان الزوج لا يشربه ..

وقد أفتى بالمنع من شربه شيخ مشايخنا المسيرى وغيره.

وللعلامة الشيخ على الأجهورى المالكى رسالة فى حله نقل فيها أنه أفتى بحله من يعتمد عليه من أئمة المذاهب الأربعة.

وألف فى حله أيضا سيدنا العارف بالله عبد الغنى النابلسى رسالة سماها الصلح بين الأخوان فى اباحة شرب الدخان. وتعرض له فى كثير من تأليفه الحسان وأقام الطامة الكبرى على القائل بالحرمة أو بالكراهة فانهما حكمان شرعيان، لابد لهما من دليل، ولا دليل على ذلك، فانه لم يثبت اسكاره، ولا تفتيره ولا اضراره، بل ثبتت له منافع فهو داخل تحت قاعدة الأصل فى الأشياء الاباحة. وان فرض اضراره للبعض، فلا يلزم منه تحريمه على كل أحد، فان العسل مضر. ببعض المصابين بأمراض معينة. مع أنه شفاء بالنص القطعى. فالذى ينبغى للانسان اذا سئل عنه اذا كان ممن يتعاطاه أولا .. أن يقول هو مباح، لكن رائحته تستكرهما الطباع فهو مكروه طبعا لا شرعا ..

وقد كرهه شيخنا العمادى الحاقا له بالثوم والبصل بالأولى.

ثم يقول ابن عابدين رحمه الله تعالى:

وظاهر كلام العمادى أنه مكروه تحريما ويفسق متعاطيه فانه قال فى فصل الجماعة ويكره الاقتداء بالمعروف بأكل الربا أو شئ من المحرمات أو بدوام الاصرار على شئ من البدع المكروهات كالدخان المبتدع فى هذا الزمان .. والحاقه بالثوم والبصل هو الانصاف.

قال أبو السعود فتكون الكراهة تنزيهية والمكروه تنزيهيا يجامع الاباحة.

وقال بعضهم يؤخذ منه كراهة التحريم فى المسجد للنهى الوارد فى الثوم والبصل وهو ملحق بهما.

والظاهر كراهة تعاطيه حال القراءة لما فيه من الاخلال بتعظيم كتاب الله تعالى (١).

[مذهب المالكية]

جاء فى فتاوى الشيخ عليش: «سئل عن الدخان العلامة شيخنا سالم السنهورى فأفتى بتحريمه واستمر


(١) حاشيه ابن عابدين على الدر المختار شرح تنوير الأبصار على رد المحتار ج ٥ ص ٣٠٦ الطبعة السابقة.