للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسادس: أن يموت السيد فيرتفع أذن العبد بموت سيده لأنه قد انتقل ملكه.

والجاهل لحجر العبد يستصحب الحال فمن علم أن العبد مأذون ثم وقع الحجر ولم يعلم به بقى حكم معاملته فى استصحاب الحال معاملة المأذون فى الجواز والتعليق برقبة العبد وما فى يده (١).

[مذهب الإمامية]

جاء فى مفتاح الكرامة أن العبد المأذون ينعزل بالاباق كما فى التذكرة قضاء للعادة وشهادة الحال فان خروجه عن طاعة مولاه يؤذن بكراهية المولى لتصرفه حيث خرج عن الأمانة وأن الشارع نزله منزلة الموت ولهذا يزول نكاحه عن امرأته والموت موجب للبطلان وقيل لا ينعزل بالاباق كما هو خيرة التحرير وجامع المقاصد - لأن الأصل ذلك فيتمسك بصريح الأذن الى أن يتحقق العزل وان الاباق عصيان فلا يوجب الحجر كما لو عصى السيد من وجه آخر والفرق ظاهر، فانه اذا قهر المولى على نفسه فقد قهره على ما فى يده والحال تشهد بأنه لم يأذن له حينئذ بالتصرف فيه وعلى القول ببقاء الأذن له التصرف فى البلد الذى أبق اليه الا اذا خص السيد الأذن بهذا البلد (٢).

[ما يفسد الوقف وما لا يفسده]

[مذهب الحنفية]

جاء فى فتح القدير أن المرتد اذا وقف حال ردته ففى قول بى حنيفة هو موقوف ان قتل على ردته ومات بطل وقفه.

وقول محمد اذا انتحل دينا جاز منه ما يجزه لأهل ذلك الدين أما المرتدة فأبو حنيفة يجيز وقفها لأنها لا تقتل وأما المسلم اذا وقف صحيحا فى أى وجه كان ثم ارتد يبطل الوقف ويصير مبراثا سواء قتل على ردته أو مات أو عاد الى الاسلام الا أن أعاد الوقف بعد عوده الى الاسلام.

وحكى الخصاف فى وقف المرتدين خلافا بين أصحابنا مبينا على الخلاف فى الذمى يتزندق يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا.

قال بعضهم أتره على ما اختاره وأقر الجزية عليه لأنى ان أخذته بالرجوع فأنما أرده من كفر الى كفر ولا أرى ذلك.

وقال بعضهم لا أقره على الزندقة وأما الصائبة فان كانوا يقولون ما يهلكنا الا الدهر فمنهم صنف من الزنادقة وان كانوا يقولون يقول أهل الكتاب صح من وقفهم ما يصح من أهل الذمة وجميع أهل الأهواء بعد كونهم من أهل القبلة حكم وقفهم ووصاياهم حكم أهل الاسلام ألا ترى الى قبول شهاداتهم على المسلمين فهذا حكم باسلامهم وأما الخطابية فانما لم يقبلوا لأنه قيل أنهم يشهد بعضهم لبعض بالزور على من خالفهم وقيل لأنهم يتدينون صدق المدعى اذا حلف انه محق (٣).


(١) شرح الأزهار فى فقه الأئمة الأطهار لأبى الحسن عبد الله بن مفتاح ج‍ ٣ ص ١٥٥، ص ١٥٦ الطبعة الثانية طبع مطبعة حجازى بمصر سنة ١٣٥٧ هـ‍
(٢) مفتاح الكرامة فى شرح قواعد العلامة للسيد محمد جواد بن محمد بن محمد الحسينى العاملى ج‍ ٥ ص ٢٩٢ فى كتاب أعلاه القواعد المذكورة
(٣) شرح فتح القدير للشيخ كمال الدين بن محمد بن عبد الواحد مع تكملته نتائج الأفكار فى كشف الرموز والأسرار للمولى شمس الدين أحمد المعروف بقاضى زاده على الهداية شرح بداية المبتدى للشيخ حان الدين على بن أبى بكر المبرغانى وبهامشه شرح العناية على الهواية للامام محمد بن محمود الجزء الخامس ص ٣٨ الطبعة الأولى طبع المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر سنة ١٣١٦ هـ‍