للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالت عائشة رضى الله عنها: لا إحرام إلا لمن أهل أو لبى، والإهلال رفع الصوت بالتلبية، ولأن الحج يشتمل علي أركان موجب أن يشترط‍ فى تحريمه ذكر يراد به التعظيم كالصلاة (١).

[مذهب المالكية]

قال المالكية عن كيفية الإحرام: تجرد ذكر من محيط‍ سواء كان الذكر مكلفا أم لا، والخطاب يتعلق بولى الصغير والمجنون، وسواء كان المحيط‍ بخياطة كالقميص والسراويل أم لا، كنسج أو صياغة، أو بنفسه، كجلد سلخ بلا شق والأنثى لا يجب عليها التجرد إلا فى نحو أساور، ووجب علي المحرم المكلف ذكرا أو أنثى تلبية، ووجب وصلها به (أى بالإحرام) ويسن للإحرام غسل متصل به متقدم عليه، فإن تأخر إحرامه كثيرا أعاد الغسل، ولا يضر فصل بشد رحاله وإصلاح حاله وسن لبس إزار بوسطه ورداء على كتفيه ونعلين فى رجليه (٢).

وقال الخرشى: ظاهر كلام خليل أن السنة الإحرام عقب نفل، ولذا قال والفرض مجز، والمستحب أن يكون أثر نافلة ليكون للإحرام صلاة تخصه (٣).

ويندب للمحرم إزالة شعثه قبل الُغسل بأن يقص أظافره وشاربه ويحلق عانته وينتف شعر إبطه ويرجل شعر رأسه أو يحلقه إن كان من أهل الحلاق ليستريح من ضررها وهو محرم (٤).

[مذهب الشافعية]

قال الشافعية: ويستحب للمحرم أن يغتسل، لما روى زيد بن ثابت رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم اغتسل لإحرامه، وان كانت امرأة حائضا أو نفساء اغتسلت للإحرام، لما روى القاسم بن محمد أن أسماء بنت عميس ولدت محمد بن أبى بكر رضى الله عنهما بالبيداء، فذكر ذلك أبو بكر رضى الله تعالى عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «مروها فلتغتسل، ثم لتهل»، ولأنه غسل يراد للنسك فاستوى فيه الحائض والطاهر، ومن لم يجد الماء تيمم لأنه غسل مشروع، فانتقل منه إلى التيمم عند عدم الماء كغسل الجنابة.

قال فى الأم: ويغتسل لسبعة مواطن وعد منها الإحرام (٥). ويسن أن يطيب مريد الإحرام بدنه ذكرا أم غيره، شابه أم عجوزا، خلية أم لا، للاتباع، ولا بأس باستدامته (أى الطيب) بعد الإحرام.

ويسن أن تخضب المرأة غير المحدة للإحرام يدها (٦). ويتجرد الرجل عن المخيط‍ فى إزار ورداء أبيضين ونعلين، لما روى ابن


(١) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعى مع حاشية الشلبى عليه ج‍ ٢ ص ٨ وما بعدها طبع المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر الطبعة الأولى سنة ١٣١٣ هـ‍.
(٢) الشرح الصغير على الدردير ج‍ ١ من ص ٢٤٧ إلى ص ٢٥١ الطبعة السابقة.
(٣) الخرشى على مختصر خليل مع حاشية العدوى ج‍ ٢ ص ٣٢٣، ٣٢٤ طبع المطبعة الكبرى الأميرية بمصر الطبعة الثانية سنة ١٣١٧ هـ‍.
(٤) الدردير مع حاشية الصاوى ج‍ ١ ص ٢٥١ الطبعة السابقة.
(٥) المهذب للشيرازى ج‍ ١ ص ٢٠٤ الطبعة السابقة.
(٦) نهاية المحتاج للرملى ج‍ ٣ ص ٢٦٢ الطبعة السابقة.