للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينتين بما ادعياه، أو أقام مدعى القبض فى المجلس بينة وأقام الآخر بينة بضد ذلك قدمت أيضا بينة مدعى القبض فى المجلس، لأنها مثبتة وتلك نافية ولأن معها زيادة (١).

[مذهب الظاهرية]

يرى الظاهرية أن المتبايعين فى السلم اذا اختلفا فيمن عليه نفقات الأداء فان الذى عليه الحق هو الذى يتحمل تلك النفقات فقد ذكر ابن حزم فى المحلى (٢) أن من كان لآخر عنده حق من بيع أو سلم أو غير ذلك من جميع الوجوه بكيل أو وزن أو ذرع فالوزن والكيل والذرع على الذى عليه الحق. ومن كان عليه دنانير أو دراهم أو شئ بصفة من سلم أو صداق أو اجارة أو كتابة أو غير ذلك فالتقليب على الذى عليه الحق أيضا، لأن الله تعالى أوجب على كل من عليه حق أن يوفى ما عليه من ذلك من هو له عليه، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم بأن يعطى كل ذى حق حقه، فمن كان حقه كيلا أو وزنا أو ذرعا أو عددا موصوفا بطيب أو بصفة ما فعليه احضار ما عليه كما هو عليه، ولا شئ على الذى له الحق، وانما الحق له ولا حق عليه، وقد قال تعالى:

«وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ‍» (٣) وقال الله تعالى «وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ» (٤) وقال تعالى: «وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ‍ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ ٥» فان كان مدار الاختلاف حول ما سلم فيه بأن وجد فيه عيبا أو وجده مستحقا أو وجد بعضه كذلك فليس له الا أن يستبدل فقط‍، لأنه ليس له عين معينة انما له صفة فالذى أعطى هو غير حقه فعليه أن يرد ما ليس له وأن يطلب ماله (٦).

[مذهب الزيدية]

ذكر صاحب التاج (٧) المذهب من الزيدية أنه اذا اختلف رب السلم والمسلم اليه فى جنس المسلم فيه نحو أن يقول رب السلم أسلمت اليك فى بر فيقول المسلم اليه بل أسلمت الى فى شعير، وكذا اذا اختلفا فى نوع المسلم فيه نحو أن يقول رب السلم أسلمت اليك فى زبيب أبيض فيقول المسلم اليه: بل أسلمت الى فى زبيب أسود، وكذا اذا اختلفا فى صفته نحو أن يقول رب السلم أسلمت اليك فى بر أحمر فيقول بل أسلمت الى فى بر أبيض وكذا اذا اختلفا فى مكانه نحو أن يقول رب السلم أسلمت اليك وشرطت الايفاء


(١) كشاف القناع عن متن الاقناع للشيخ منصور بن ادريس ج ٢ ص ١٢٥ طبعة المطبعة العامرة الشرفية سنة ١٣١٩ هـ‍.
(٢) المحلى لابن حزم ج ٩ ص ٨١، ص ٨٢ الطبعة الاولى طبع ادارة الطباعة المنيرية بمصر سنة ١٣٥١ هـ‍.
(٣) الآية رقم ١٥٢ من سورة الأنعام.
(٤) الآية رقم ٣٥ من سورة الاسراء.
(٥) الآية رقم ٩ من سورة الرحمن.
(٦) المحلى ج ٩ ص ٧١ الطبعة المتقدمة.
(٧) التاج المذهب لاحمد بن قاسم الصنعانى ج ٢ ص ٥١٩ وما بعدها الطبعة المتقدمة.