للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلا يقبلون المرسل على اطلاقه فقد ذكر أبو محمد بن حزم المرسل غير مقبول ولا تقوم به حجة لانه عن مجهول ومن جهلنا حاله ففرض علينا التوقف عن قبول خبره وعن قبول شهادته حتى نعلم حاله، وسواء قال الراوى العدل حدثنا الثقة أو لم يقل لا يجب أن يلتفت الى ذلك اذ قد يكون عنده ثقة من لا يعلم من جرحه ما يعلم غيره والجرح أولى من التعديل، وقد توجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل الى قوم ممن يجاور المدينة فأخبرهم أن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يعرس بامرأة منهم فأرسلوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم من أخبره بذلك، فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه رسولا وأمر بقتله ان وجده حيا فوجده قد مات، فهذا كما ترى قد كذب على النبى صلى الله عليه وسلم وهو حى، وقد كان فى عصر الصحابة رضى الله تعالى عنهم منافقون ومرتدون فلا يقبل حديث قال راوية فيه: عن رجل من الصحابة أو حدثنى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يسميه ويكون معلوما بالصحبة الفاضلة ممن شهد الله تعالى لهم بالفضل والحسنى، قال الله عز وجل: {(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ)} (١) ثم ان لقاء التابعى لرجل من أصاغر الصحابة شرف وفخر عظيم فلأى معنى يسكت عن تسميته لو كان ممن حمدت صحبته، ولا يخلو سكوته عنه من أحد وجهين اما أنه لم يعرف من هو ولا عرف صحة دعواه الصحبة أو لانه كان من بعض من ذكرنا (٢).

[أرش]

[التعريف اللغوى]

من معانى الارش لغة الدية والخدش وطلب الأرش وما نقص العيب من الثوب - لأنه سبب الأرش - وما يدفع من المال للمعادلة بين السلامة والعيب فى السلعة ومنه ما يأخذه المشترى من البائع اذا اطلع على عيب فى المبيع وعن هذا قيل أروش الجنايات وأروش الجراحات. وارش الجراحة ديتها والجمع أروش مثل فلس وفلوس.

وأصله الفساد يقال أرشت بين القوم


(١) الآية رقم ١٠١ من سورة التوبة.
(٢) الاحكام فى أصول الأحكام لأبى محمد على بن حزم الظاهرى ج ٢ ص ٢، ٣ طبع مطبعة السعادة بمصر الطبعة الاولى سنة ١٣٤٥ هـ‍.