للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول الكميت:

ألقطة هدهد وجنود أنثى … مبرشمة الحمى تأكلونا

يريد أن يقول: يا لقطة هدهد ويا جنود أنثى تحقيرا لهم وتهوينا لشأنهم لأن الهدهد يلقط‍ العذرة ليأكلها.

قال الأزهرى وكلام العرب الفصحاء على أن اللقطة - بضم اللام وفتح القاف للمفعول وليس للفاعل وهكذا رواه المحدثون عن أبى عبيد أنه قال فى حديث النبى صلّى الله عليه وسلم أنه سئل عن اللقطة فقال (احفظ‍ عفاصها ووكاءها). وأما الصبى المنبوذ الذى يجده انسان على الطريق لا يعرف أبواه فهو اللقيط‍ عند العرب - فعيل بمعنى مفعول - والانسان الذى يأخذ الصبى أو الشئ الساقط‍ يقال له: الملتقط‍، من ذلك ما روى فى الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المرأة تحوز ثلاثة مواريث عتيقها ولقيطها وولدها الذى لاعنت عنه). واللقيط‍ الطفل الذى يوجد ملقى على الطرق لا يعرف أبوه ولا أمه. ويقال للذى يلقط‍ السنابل اذا حصد الزرع ووخز الرطب من العذق: لاقط‍ ولقاط‍ ولقاطة - بفتح اللام وتضعيف القاف المفتوحة.

وفى الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن مكة: (ولا تحل لقطتها الا لمنشد). وقد تكرر ذكرها فى الحديث. وهى بضم اللام وفتح القاف - اسم المال الملقوط‍ أى الموجود. والالتقاط‍ أن تعثر على الشئ من غير قصد ولا طلب، ويقال لقيته التقاطا اذا لقيته من غير أن ترجوه أو تحتسبه. ويقال:

التقط‍ الشئ أى لقطه وفى التنزيل العزيز قال الله سبحانه وتعالى عن موسى عليه السّلام:

«فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ١»}.

[التعريف فى اصطلاح الفقهاء]

يستعمل الفقهاء كلمة الالتقاط‍ ويقصدون من ذلك أن يعثر الانسان على الشئ من غير قصد ولا طلب فيأخذه فى حوزته. وله أحكام تختلف باختلاف جنس ذلك الشئ ونوعه والمكان الذى التقط‍ فيه الى غير ذلك من الأحكام وكل ذلك ينظر فى مصطلح (لقطة ولقيط‍).

[الجاء]

[التعريف فى اللغة]

جاء فى لسان (٢) العرب: لجأ الى الشئ والمكان يلجأ لجئا ولجوءا وملجأ، ولجئ لجأ، والتجأ، وألجأت أمرى الى الله أسندت وفى حديث كعب رضى الله عنه (من دخل فى ديوان المسلمين ثم تلجأ منهم فقد خرج من قبة الاسلام) يقال لجأت الى فلان وعنه والتجأت وتلجأت اذا استندت اليه واعتضدت به أو عدلت عنه الى غيره كأنه اشارة الى الخروج والانفراد


(١) الآية رقم ٨ من سورة القصص.
(٢) لسان العرب للامام العلامة أبى الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الافريقى المصرى ج‍ ٢ ص ١٥٢ مادة لجأ طبع دار صادر دار بيروت للطباعة والنشر (١٣٧٤ هـ‍ - ١٩٥٥ م) الطبعة الأولى.