للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[إفاضة]

[معنى الافاضة فى اللغة]

الافاضة فى اللغة مصدر للفعل: أفاض.

يقال أفاض اناء أى ملأه حتى فاض وأفاض دموعه وأفاض الماء على نفسه أى أفرغه، وأفاض الناس من عرفات الى منى أى دفعوا منها، وكل دفعة افاضة، وأفاضوا فى الحديث اندفعوا فيه (١).

وجاء فى المصباح أفاضه الله كثره: وأفاضوا من منى الى مكة يوم النحر أى رجعوا اليها.

ومنه طواف الافاضة أى طواف الرجوع من منى الى مكة (٢) وهذا هو المعنى المستعملة فيه كلمة الافاضة فى لسان الفقهاء.

[الافاضة من عرفات الى مزدلفة]

[وقتها]

الوقوف بعرفة ركن للحج لقوله صلى الله عليه وآله وسلم «الحج عرفة».

وقد اختلف الفقهاء فى القدر الذى يكفى لأداء هذا الركن، وهل هو جزء من الليل أو جزء من النهار أو هما معا.

ومن هنا اختلف الفقهاء فى تحديد وقت الافاضة من عرفات الى مزدلفة وفيما يلى بيان آراء الفقهاء فى تحديد هذا الوقت:

[مذهب الحنفية]

يرى الحنفية أن الافاضة من عرفات الى مزدلفة تبدأ بعد غروب الشمس من يوم عرفة وهو التاسع من ذى الحجة، لما أخرجه الامام أبو داود والترمذى وابن ماجة عن على رضى الله عنه قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال هذه عرفة وهذا هو الموقف وعرفة كلها موقف ثم أفاض حين غربت الشمس وأردف خلفه أسامة بن زيد (٣).

وجاء فى فتح القدير:

«بيان عن جزاء مخالفة الوقت».

«اذا دفع قبل الغروب ان كان لحاجة بأن ند بعيره فتبعه أن جاوز عرفة بعد الغروب فلا شئ عليه، وان جاوز قبله فعليه دم.

فان لم يعد أصلا أو عاد بعد الغروب لم يسقط‍ الدم أو ان عاد قبله فدفع مع الامام بعد الغروب سقط‍ على الصحيح لأنه تداركه فى وقته (٤).

[مذهب المالكية]

والمالكية يتفقون مع الحنفية فى أن وقت الافاضة من عرفات الى مزدلفة هو بعد غروب الشمس من يوم عرفة، وهم يقولون انه لا بد من حضور جزء من ليلة النحر بعرفة، وذلك يتحقق بغروب الشمس.

جاء فى حاشية الدسوقى «فمتى استقر بعد الغروب بعرفة لحظة أجزاه، سواء دفع منه بدفع الامام أو قبله - سواء أفاض من عرفة مع الامام أو أفاض قبله.

- وان كان الأفضل أن يدفع بدفعه.

ولكن المالكية يخالفون الحنفية فى الأثر المترتب


(١) مختار الصحاح باب الفاء فصل الياء.
(٢) المصباح المنير كتاب الفاء فصل الفاء مع الباء
(٣) فتح القدير ج‍ ٢ ص ١٦٨، ١٦٩
(٤) المرجع السابق ج‍ ٢ ص ١٦٩