للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المضاف اليه فيثبت العتق، واذا لم يكن موجودا كان الظاهر بقاءه على العدم فلا يثبت العتق فى الوقت المضاف اليه لا محالة فيكون خلاف تصرفه، والأصل اعتبار تصرف العاقل على الوجه الذى أوقعه.

أما الاضافة الى وقت مطلق فنحو أن يقول لعبده أنت حر غدا أو رأس شهر كذا فيعتق اذا جاء غد أو رأس الشهر لأنه جعل الغد أو رأس الشهر ظرفا للعتق فلابد من وقوع العتق عنده ليكون ظرفا له وليس هذا تعليقا بشرط‍ لانعدام أدوات التعليق وهى كلمات الشرط‍ - ولهذا لو حلف لا يحلف فقال هذه المقالة لا يحنث، بخلاف ما اذا قال أنت حر اذا جاء غد، لأن ذلك تعليق بشرط‍ لوجود كلمة التعليق (١).

وأما الاضافة الى وقت موصوف فنحو أن يقول لعبده أنت حر قبل دخولك الدار بشهر أو قبل قدوم فلان بشهر، أو قبل موت فلان بشهر، ولا شك أنه لا يعتق قبل وجود الوقت الموصوف حتى لو وجد شئ من هذه الحوادث قبل تمام الشهر لا يعتق، لأنه أضاف العتق الى الوقت الموصوف فلا يثبت قبله ويشترط‍ تمام الشهر وقت التكلم، وان كان العبد فى ملكه قبل ذلك بشهور بل بسنين، لأن اضافة العتق الى وقت ايجاب العتق فيه غير ايجاب العتق فى الزمان الماضى وايجاب العتق فى الزمان الماضى لا يتصور، فلا يحمل كلام العاقل عليه، ولا شك أن العتق ثبت عند وجود هذه الحوادث لتمام الشهر.

[مذهب المالكية]

جاء فى التاج والإكليل نقلا عن المدونة أن مالكا قال: من أعتق الى أجل آت لابد منه فله أن ينتفع بمن أعتق بالخدمة الى ذلك الأجل، لكن يمنع من الوط‍ ء والبيع (٢).

وجاء فى الشرح الصغير أن من أعتق الى أجل يبلغه عمره ظاهرا فلا ينجز عليه العتق حتى يأتى الأجل (٣).

قال ابن عرفة: فان قال: أنت حر فى هذا اليوم عتق للأبد.

وعن المدونة أنه ان قال له أنت حر اليوم من هذا العمل وقال أردت عتقه من العمل لا الحرية صدق فى ذلك مع يمينه (٤).


(١) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع لأبى بكر بن مسعود الكاسانى ج ٤ ص ٨٠، ص ٨١ الطبعة الأولى طبع مطبعة الجمالية بمصر سنة ١٣٢٨ هـ‍، سنة ١٩١٠ م.
(٢) التاج والأكليل لمختصر خليل لأبى عبد الله محمد بن يوسف بن أبى القاسم العبدرى ج ٦ ص ٣٣٢، ص ٣٣٣ فى كتاب على هامش الشرح مواهب الجليل لشرح مختصر خليل طبع مطبعة السعادة بمصر سنة ١٣٢٩ هـ‍.
(٣) الشرح الصغير للشيخ أحمد الدردير ج ٢ ص ٤١٢ فى كتاب على هامش بلغة السالك.
(٤) التاج والاكليل لمختصر خليل ج ٦ ص ٣٢٩ الطبعة السابقة.