للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما العصبة السببية فيقول فيها صاحب مغنى المحتاج (١) ومن مات ولا عصبة له بنسب وله معتق فماله وما الحق به كله لمعتقه أو الفاضل منه عن الفروض رجلا كان المعتق أو امرأة لا طلاقه قوله صلى الله عليه وسلم «انما الولاء لمن أعتق» ولأن الانعام بالاعتاق موجود من الرجل والمرأة فاستويا فى الارث وحكى ابن المنذر فيه الاجماع وهذا يفيد بوضوح أنهم مقدمون على الرد على ذوى السهام ومقدمون على ذوى الأرحام أيضا فان لم يوجد معتق - بكسر التاء - فلعصبة المعتق النسبية المتعصبين بأنفسهم والمعتبر أقرب عصباته يوم موت العتيق وترتيب عصبة المعتق كترتيبهم فى النسب فان لم يكن للمعتق عصبة من النسب فلمعتق المعتق ثم عصبة معتق المعتق كذلك، ولا ترث امرأة بولاء الا معتقها - بفتح التاء - أو منتميا الى معتقها بنسب كابنه وان سفل أو ولاء كمعتقه. قال صاحب المغنى واستثنى فى التنبيه صورة ثالثة ترث بها الأنثى وهى جر الولاء اليها وصورتها أن يتزوج جدها بمعتقة لرجل فيأتى بولد فولاء الولد لموالى الأم فاذا أعتقت المرأة عبدها وهو أب الولد جر الأب ولاء الولد الى المرأة.

ثم يلى المعتق بيت المال على رأى متقدمى الشافعية.

مذهب الحنابلة (٢):

العصبة من يرث بغير تقدير ومتى أطلق العاصب فالمراد العاصب بنفسه وهو ان انفرد أخذ المال كله وان كان معه ذو فرض أخذ ما فضل عنه، وان استوعبت الفرائض المال سقط‍ العاصب.

والعصبة هى الابن وابنه وان نزل والأب وأبوه ان علا والأخ شقيقا كان أو لأب وابنه كذلك والعم وابنه من العصبة وكذلك مولى النعمة وهو المعتق - بكسر التاء - ذكرا كان أو أنثى وعصبته المتعصبون بأنفسهم، وأحقهم بالميراث أقربهم الى الميت ويسقط‍ به من بعد من العصبات.

وجهات العصوبة ستة: بنوة ثم أبوة ثم جدودة وأخوة، ثم بنوة الاخوة ثم العمومة، ثم الولاء. واذا اجتمع عاصبان فأكثر قدم الأقرب جهة فان استووا فيها قدم الأقرب درجة فان استووا فيها قدم من لأبوين على من لأب، وأقربهم الابن ثم ابنه وان نزل ثم الأب ثم الجد أبو الأب وإن علا فهو أولى من الاخوة لأبوين أو لأب فى الجملة لأنه أب وله ايلاد، ثم الأخ من الأبوين ثم الأخ من الأب ثم ابن أخ من الأبوين ثم ابن أخ من الأب ثم أبناؤهم وان نزلوا، ثم أعمام الأب ثم أبناؤهم كذلك ثم أعمام الجد وأبناؤهم كذلك أبدا.

والعصبة بالغير عندهم أربعة من الذكور يعصبون أخواتهم، ويمنعونهن الفرض ويقتسمون ما ورثوا للذكر مثل حظ‍ الأنثيين وهم: الابن وابن الابن وان نزل وهذا يعصب بنت الابن فأكثر أخته كانت أو بنت


(١) مغنى المحتاج ح‍ ٣ ص ١٩.
(٢) كشاف القناع ح‍ ٢ ص ٥٥٨، ٥٦١.