للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[اقراض]

[التعريف به لغة]

الاقراض مصدر فعله أقرض الثلاثى المزيد بالهمزة لافادة التعدية، فأصل مادته قرض.

وجاء فى لسان العرب أن القرض القطع يقال قرضه يقرضه بالكسر قرضا. والقرض بفتح القاف وكسرها ما يتجازى به الناس بينهم ويتقاضونه وجمعه قروض وهو ما أسلفه من احسان ومن اساءة وهو على التشبيه قال أمية بن أبى الصلت:

كل امرئ سوف يجزى قرضه حسنا … أو سيئا أو مدينا مثل ما دانا

وقال الله عز وجل: «وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً ١ حَسَناً» ويقال أقرضت فلانا وهو ما تعطيه ليقضيكه. وكل أمر يتجازى به الناس فيما بينهم فهو من القروض.

قال الجوهرى: والقرض ما يعطيه من المال ليقضاه. ويقال: اقرض فلان فلانا وقارضه مقارضة وقراضا. واستقرضت من فلان أى طلبت منه القرض فأقرضنى. ويقال أقرض فلان من فلان أى أخذ منه القرض.

وقال أبو اسحاق النحوى فى قول الله عز وجل: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً ٢ حَسَناً» قال: معنى القرض البلاء الحسن، تقول العرب لك عندى قرض حسن وقرض سيئ وأصل القرض ما يعطيه الرجل الآخر أو ما يفعله ليجازى عليه، والله عز وجل لا يستقرض من عوز، ولكنه يبلو عباده.

والقرض فى قول الله عز وجل «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً» اسم ولو كان مصدرا لكان اقراضا، ولكن قرضا ههنا اسم لكل ما يلتمس عليه الجزاء، فأما قرضت فلانا أقرضه قرضا فمعناه جازيته.

وقال الأخفش فى قول الله عز وجل «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً» أى من ذا الذى يفعل فعلا حسنا فى اتباع أمر الله وطاعته والعرب تقول لكل من فعل الى آخر خيرا: قد أحسنت قرض فلان وقد أقرضته قرضا حسنا.

وفى الحديث الشريف أقرض من عرضك ليوم فقرك. يقول صلّى الله عليه وسلّم:

اذا نال عرضك رجل فلا تجازه ولكن استبق أجره موفرا لك قرضا فى ذمته لتأخذه منه يوم حاجتك اليه.

وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حضره الأعراب وهم يسألونه عن أشياء. أعلينا حرج فى كذا؟. فقال: عباد الله رفع الله عنا الحرج الا من اقترض أمرأ مسلما. وفى رواية الا من اقترض عرض مسلم. أراد صلّى الله عليه وسلّم بقوله اقترض امرأ مسلما أى قطعه بالغيبة والطعن عليه ونال منه وأصله من القرض بمعنى القطع.


(١) الآية رقم ١٨ من سورة الحديد.
(٢) الآية رقم ٢٤٥ من سورة البقرة.