للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذا بالنسبة للأفعال، وهل يكيف ما يعمل بلسانه ويعمل بجوارحه ما أمكنه أو يكيف الأقوال والأعمال؟. قولان قال فى شرح النيل والأولى أن يعم، ويقول: واذا قدر على شئ فعله ويكيف ما لم يقدر عليه على الصحيح وقيل يكيف الكل (١) وفى الوضع قال: ولا تجوز الصلاة خلف الأخرس (٢).

[ذبيحة الأخرس]

[مذهب الحنفية]

ذبيحة الأخرس عند الحنفية صحيحة اذا كان مسلما أو كتابيا ذميا أو حربيا وان لم يذكر اسم الله عليها لأن ترك التسمية عمدا فى الذكاة وان كان يمنع حل الذبيحة الا أن ذلك خاص بالقادر على التسمية، أما الأخرس فانه عاجز عن التسمية وعجزه عن التسمية لا يمنع صحة ذكاته (٣).

[مذهب المالكية]

يجب فى الذكاة بأنواعها نيتها وتسمية عند التذكية وعند الارسال فى العقر ان ذكر وقدر فلا تجب التسمية على ناس ولا أخرس ولا مكره وحينئذ فيفيد قول الله سبحانه وتعالى: «وَلا تَأْكُلُوا مِمّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} (٤)» أى لا تأكلوا مما تركت التسمية عليه عمدا مع القدرة عليها (٥).

[مذهب الشافعية]

قال فى المجموع: والأخرس ان كانت له اشارة مفهومة حلت ذبيحته بالاتفاق وان لم تكن له اشارة مفهومة فطريقان: المذهب الحل أيضا وبه قطع الأكثرون، والرأى الثانى أنه يعتبر كالمجنون وبهذا الرأى قطع البغوى والرافعى، قال الرافعى: ولتكن سائر تصرفاته على هذا القياس (٦) وفى نهاية المحتاج: أن الأخرس تحل ذبيحته (٧).

[مذهب الحنابلة]

قال فى كشاف القناع (٨) التسمية شرط‍ عند الذبح فان كان المذكى أخرس أومأ برأسه الى السماء ولو أشار اشارة تدل على التسمية وعلم أنه أراد التسمية كان فعله كافيا لقيام اشاراته مقام نطقه قال ابن المنذر:

أجمع كل من نحفظ‍ عنه على اباحة ذبيحة الأخرس، وفى باب الصيد (٩) أن التسمية شرط‍ عند ارسال السهم والجارحة ثم قال:

ولا تعتبر التسمية من أخرس لتعذرها منه، والظاهر أنه لا بد من اشارته بها لقيام اشارته مقام نطقه.

[مذهب الظاهرية]

قال ابن حزم الظاهرى: وتذكية الأخرس جائز أكلها اذا ذكى وسمى بالاشارة لقول الله


(١) شرح كتاب النيل وشفاء العليل لمحمد بن يوسف اطفيش ح‍ ١ ص ٣٦٨ طبع مطبعة ابن يوسف البارونى وشركاه.
(٢) كتاب الوضع لابى زكريا الجناوى ح‍ ١ ص ١١٤ الطبعة الاولى طبع مطبعة الفجالة الجديدة بمصر.
(٣) الدر المختار وحاشية ابن عابدين ح‍ ٥ ص ٢٥٨ وما بعدها.
(٤) سورة الانعام: ١٢١.
(٥) الشرح الكبير وحاشية الدسوقى عليه ح‍ ٢ ص ١٠٦.
(٦) المجموع شرح المهذب لابى زكريا النووى وبهامشه فتح العزيز للرافعى ح‍ ٩ ص ٧٧ مطبعة التضامن الاخوى بمصر سنة ١٣٤٤ هـ‍.
(٧) نهاية المحتاج ح‍ ٨ ص ١٠٦.
(٨) كشاف القناع ح‍ ٤ ص ١٢٣.
(٩) المرجع السابق ح‍ ٤ ص ١٣٤.