للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمكروهة مع الصحة إن اقتصر على منتهى الشهادتين أو أبدل الحيعلتين بالحوقلتين وإلا فتبطل (١).

[مذهب الظاهرية]

أما ابن حزم الظاهرى فيقول: ومن سمع المؤذن فليقل كما يقول المؤذن سواء من أول الأذان إلى آخره وسواء كان فى غير صلاة أو فى صلاة فرض أو نافلة، حاشا قول المؤذن حى على الصلاة، حى على الفلاح، فإنه لا يقولهما فى الصلاة ويقولهما فى غير صلاة، فإذا أتم الصلاة فليقل ذلك، مستشهدا فى ذلك بالحديث السابق ذكره فى مذهب الشافعية (٢).

[مذهب الزيدية]

ويرى الزيدية أن يقول السامع كالمؤذن لقوله صلى الله علية وسلم «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن» وقال:

«من قال حين يسمع ذلك دخل الجنة».

ويقول كالمقيم أيضا، ويحوقل فى الحيعلة فيهما، ويقطع ما هو فيه لذلك إلا الصلاة، فإن فعل، فكالدعاء فيها ونسب إلى يحيى من فقهائهم أنه يقول أقامها الله وأدامها، عند قول مقيم الصلاة «قد قامت الصلاة» (٣).

ويقول الزيدية أيضا: «وندب لسامع الأذان أن يحوقل بأن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ويدعو» (٤).

[مذهب الإمامية]

ويقول الشيعة الجعفرية: ويستحب الحكاية لغير المؤذن إذا سمع كما يقول المؤذن وإن كان فى الصلاة إلا الحيعلات فيها فيبدلها بالحوقلة ولو حكاها بطل لأنها ليست ذكرا، وكذلك يجوز ابدالها فى غيرها، ويردد المجيب عبارة المؤذن فى سكتته بين كل عبارة وأخرى أو يرددها معه، ووقت حكاية الفصل بعد فراغ المؤذن منه أو معه، وليقطع الكلام إذا سمعه غير الحكاية وإن كان قرآنا، ولو دخل المسجد أخر التحية إلى الفراغ منه (٥).

[مذهب الإباضية]

جاء فى كتاب الوضع فى الفقه الاباضى الحديث الوارد فى اجابة المؤذن وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «اذا سمعتم الأذان فقولوا مثل ما يقول المؤذن» (٦).

ثانيا - إجابة الدعوة إلى الوليمة:

[مذهب الحنفية]

يذهب الأحناف إلى أن إجابة الدعوة سنة، قال عليه الصلاة والسلام: «من لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم».

قال فى الهداية: ومن دعى إلى وليمة أو طعام فوجد ثمة لعبا أو غناء فلا بأس بأن يقعد ويأكل، وهذا إذا كان بعد الحضور، ولو علم قبل الحضور لا يحضر لأنه لم يلزمه حق الدعوة (٧).


(١) الدردير ج‍ ١ ص ٨٧، ٨٨ والحاشية.
(٢) المحلى لابن حزم ج‍ ٣ ص ١٤٨.
(٣) البحر الزخار ج‍ ١ ص ١٩٨.
(٤) شرح الأزهار ج‍ ١ ص ٢٢٦.
(٥) الروضة البهيه - شرح اللمعة الدمشقية - ج‍ ١ ص ٧٣.
(٦) كتاب الوضع ص ٨٣ طبعة مطبعة الفجالة الجديدة بمصر.
(٧) كتاب الهداية: الجزء الرابع ص ٥٩.