للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن حزم الظاهرى فى المحلى أيضا، بالنسبة لصلاة الفرض: (١) من كان راكبا على محمل، أو على فيل، أو كان فى غرفة، أو فى أعلى شجرة، أو على سقف، أو فى قاع بئر، أو على نهر جامد أو على حشيش أو صوف، أو على جلود، أو خشب، أو غير ذلك، فقدر على الصلاة قائما، فله أن يصلى الفرض حيث هو قائم مع استقبال الكعبة ولا بد.

ثم قال: فان عجز عن القيام واستقبال القبلة فى الاحوال التى ذكرنا ففرض عليه النزول الى الارض والصلاة كما أمر الا من ضرورة تمنعه من النزول فليصل كما يقدر.

وقال فى موضع آخر من المحلى أيضا: (٢) فان كان قوم فى سفينة لا يمكنهم الخروج الى البر الا بمشقة، فليصلوا فيها كما يقدرون بامام وأذان واقامة ولا بد، فان عجزوا عن اقامة الصفوف والقيام صلوا كما يقدرون.

وقال ابن حزم فى موضع آخر من المحلى: (٣) واستقبال جهة الكعبة بالوجه والجسد فرض على المصلى حاشا

المتطوع راكبا، فمن كان مغلوبا بمرض، أو بجهد، أو بخوف أو باكراه، فتجزيه صلاته كما يقدر، وينوى فى كل ذلك التوجه الى الكعبة لقول الله تعالى «لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ، رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ» (٤) الآية وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، الحديث.

[مذهب الزيدية]

قال الزيدية فى كتاب شرح الازهار: (٥)

يسقط‍ فرض التوجه الى الكعبة عن المصلى اذا كان مسايفا - أى مقاتلا بالسيف - مجاهدا أو مربوطا لا يمكنه الانصراف الى الجهة، أو راكب سفينة، أو غيرها على وجه يتعذر عليه الاستقبال، أو كان مريضا ولم يجد من يوجهه اليها.

وفرضه أن يصلى الى حيث أمكنه آخر الوقت والمتنفل الراكب فى غير الهودج يعفى من استقبال القبلة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: صل حيث توجه بك بعيرك الا المكتوبة.


(١) المرجع السابق ج‍ ٣ ص ١٠٠، ١٠١ مسألة رقم ٣٠٤ الطبعة السابقة.
(٢) المحلى لأبن حزم الظاهرى ج‍ ٤ ص ١٨٥ مسألة رقم ٤٨١ الطبعة السابقة.
(٣) المحلى لابن حزم الظاهرى ج‍ ٣ ص ٢٢٧ مسألة رقم ٣٥١ الطبعة السابقة.
(٤) الآية رقم ٢٨٦ من سورة البقرة.
(٥) شرح الأزهار المنتزع من الغيث المدرار ج‍ ١ ص ١٩٥ الطبعة السابقة.