للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مذهب الإباضية]

في "شرح النيل": إن حلف الرجل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى، أو صفة من صفاته، أن لا يمس امرأته، فإنه يمهل مدة أربعة أشهر، فإن مس زوجته خلال ذلك متى شاء، يكفر كفارة يمين، وإن لم يمسها حتى مضت مدة الأربعة الأشهر بانت الزوجة منه. (١)

وإن حلف لها بالله لا يمسها، أو بطلاقها، أو ظهارها، أو بعتق عبده: أو بماله للمساكين، أو بمشى للبيت الحرام، فلم يمس حتى مضت أربعة أشهر بانت.

والقائل: هي عليه حرام، أو كميتة من محرم شرعًا، إن لم يمسها حتى مضت بانت منه، فإن مس فيمين. (٢)

[إمهال العنين]

[تعريف العنين]

قال الفقهاء إن العنين هو من لا يقدر على إتيان النساء مع قيام الآلة. من عُنَّ، إذا حبس في العنة، أي حظيرة الإبل.

وفى "تهذيب الأسماء واللغات: وقولهم في عيوب الزوج العُنَّة - بضم العين وتشديد النون - والرجل عنين - بكسر العين والنون - قال الأزهرى: قال أبو الهيثم: سمى العنين عنينًا لأنه يعن ذكره عن قبل المرأة من عنّ يمينه وشماله فلا يقصده. قال أبو عبيد عن الأموى: امرأة عنينة وهى التي لا تريد الرجال .. والعنين الذي لا يأتى النساء. (٣)

[مذهب الحنفية]

إذا كان الزوج عنينًا أجَّله الحاكم سنة من وقت الخصومة، فإن وصل إليها، وإلا فرق بينهما إذا طلبت المرأة ذلك، لأن عمر كتب إلى شريح أن يؤجل العنين سنة من يوم يرفع إليه.

وكذلك أتت عمر امرأة فأخبرته أن زوجها لا يصل إليها، فأجله حولًا، فلما انقضى حول ولم يصل إليها خيَّرها. فاختارت نفسها: ففرق بينهما عمر، وجعلها تطليقة بائنة.

وذلك لأن الحق ثابت لها في الوطء، ويحتمل أن يكون الامتناع لعلة معترضة، ويحتمل أن يكون لآفة أصلية، فلابد من مدة معرفة لذلك، وقدرناها بسنة لاشتمالها على الفصول الأربعة.

فإِذا مضت المدة ولم يصل إليها، تبين أن العجز. بآفة أصلية، ففات الإمساك بالمعروف، ووجب عليه التسريح بإحسان، فإذا امتنع ناب القاضي منابه ففرق بينهما، وقيل: ينبغى أن يقدر السنة شمسية، أخذًا بالاحتياط، لأنه ربما يكون موافقة العلاج في الأيام التي يقع فيها التفاوت فيها بين السنة القمرية والشمسية. (٤)

ولو وجدت كبيرة زوجها الصغير عنينًا، ينتظر بلوغه. لأن للصبا أثرًا في عدم الشهوة. ولو


(١) كتاب شرح النيل وشفاء العليل، لمحمد بن يوسف أطفيش، جـ ٣ ص ٤٤٣ طبع محمد بن يوسف البارونى وشركائه.
(٢) المرجع السابق، جـ ٣ ص ٤٤٦.
(٣) تهذيب الأسماء واللغات للإمام العلامة الفقيه الحافظ أبى زكريا محيى الدين بن شرف النووى جـ ٣ ص ٤٨ إدارة الطباعة المنيرية بمصر.
(٤) شرح فتح القدير تأليف الشيخ الإمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسى ثم السكندرى المعروف بابن الهمام الحنفى جـ ٣ ص ٢٦٣ مطبعة مصطفى محمد صاحب المكتبة التجارية الكبرى بمصر.