للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالاحتلام والاحبال والانزال، وفى الجارية بالحيض والاحتلام والحبل فان لم يوجد شئ من ذلك فيعتبر بالسن، أما معرفة البلوغ بالاحتلام فبما روى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاث .. » وعد منها الصبى حتى يحتلم، فجعل عليه الصلاة والسلام الاحتلام غاية لارتفاع الخطاب والخطاب بالبلوغ فدل على أن البلوغ يثبت بالاحتلام، ولأن البلوغ والادراك عبارة عن بلوغ المرء كمال الحال وذلك بكمال القوة والقدرة من حيث سلامة الأسباب والآلات، هى امكان استعمال سائر الجوارح السليمة وذلك لا يتحقق على الكمال الا عند الاحتلام ولأن الله تعالى أمر بابتغاء الولد والتكليف بذلك انما يتوجه فى وقت لو ابتغى فيه الولد لوجد ولا يكون ذلك الا فى خروج الماء للشهوة وذلك فى حق الصبى بالاحتلام فى المتعارف ولأنه عند الاحتلام يخرج عن حيز الأولاد ويدخل فى حيز الآباء لأن عنده يصير من أهل العلوق فكان الاحتلام علما على البلوغ.

[مذهب المالكية]

قال الدردير فى الشرح الكبير حاشية الدسوقى (١): من علامات البلوغ الحلم أى الانزال مطلقا وان كان الأصل غير الانزال فى النوم.

وعلق الدسوقى على قوله «وان كان الأصل غير» بقوله: أى وان كان المعنى الأصلى للحلم الانزال.

[مذهب الشافعية]

قال الخطيب (٢): البلوغ يحمل بأشياء عد منها الأمناء لقوله تعالى: «وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ» وقال الحلم والاحتلام، وهو لغة: ما يراه النائم ..

والمراد به هنا خروج المنى فى نوم أو يقظة بجماع أو غيره.

[مذهب الحنابلة]

يقول ابن قدامة (٣): يحصل البلوغ بأحد أشياء: خروج المنى من قبله فى يقظة أو منام أو احتلام لا نعلم فى ذلك خلافا، واستدل بآية: «وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ»، وقوله: «وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ»}.

وقول النبى صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاث .. » الحديث، وعد منها الاحتلام.

وقوله: «خذ من كل حالم دينارا».

قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن الفرائض والأحكام تجب على المحتلم العاقل

[مذهب الظاهرية]

قال ابن حزم (٤): الأم أحق بحضانة الولد الصغير والابنة الصغيرة، حتى تبلغ المحيض أو الاحتلام أو الانبات.


(١) ج‍ ٣ ص ٢٩٤.
(٢) البجرمى على الاقناع ج‍ ٣ ص ٧٢ المطبعة الميمنية بمصر سنة ١٣٠٦ هـ‍.
(٣) المغنى ج‍ ٤ ص ٤٥٩ طبعة المنار الطبعة الثانية سنة ١٣٦٧ هـ‍.
(٤) المحلى ج‍ ١٠ ص ٣٢٣ ادارة الطباعة المنيرية.