للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم لضعفه أهلا لئلا تصيبهم الحطمة (١) وليس ذلك لغيرهم من الأقوياء .. وليس المراد لضعفة أهله لا لغيرهم بل ومن شاركهم فى تلك العلة لقيام الاجماع على ذلك (٢).

[مذهب الإمامية]

أما الشيعة الأمامية فيقولون بأن وقت الافاضة من المشعر الحرام الى منى هو بعد الفجر من يوم النحر، فاذا أفاض قبل الفجر عامدا عالما جبره بشاة ولم يبطل حجه ان كان قد سبق له الوقوف بعرفات. ويستحب لمن عدا الامام أن يفيض قبل طلوع الشمس والا يجاوز وادى محسر حتى تطلع، أما الامام فيتأخر بجمع حتى تطلع الشمس ثم يفيض بعد ذلك (٣).

[مذهب الإباضية]

والإباضية يقولون ان الافاضة من المزدلفة الى منى يجب أن تكون قبل طلوع الشمس، ولكن يجوز للضعفاء والرعاة الافاضة من جمع بالليل - ومن أفاض بعد طلوع الشمس فعليه دم روى أنه صلى الله عليه وسلم أفاض بعد ما أسفر جدا (٤).

[ما يفعله الحاج أثناء الافاضة الى منى]

[مذهب الحنفية]

يقرر الحنفية ان المفيض من مزدلفة الى منى يسرع قليلا فى وادى محسر ويسلك الطريق الوسطى التى تخرج على الجمرة الكبرى لما فى حديث جابر الطويل. فدفع قبل أن تطلع الشمس حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التى تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التى عند الشجرة (٥).

[مذهب المالكية]

نص المالكية على أنه يندب لمن أفاض من المزدلفة الى منى أن يلتقط‍ معه جمار العقبة الأولى من مزدلفة كما يندب له الاسراع ذهابا وايابا فى بطن محسر (٦).

[مذهب الشافعية]

يقرر الشافعية أنه من المستحب - عند الافاضة من المزدلفة أن يمشى وعليه السكينة لما ذكر من حديث الفضل بن عباس واذا وجد فرجة أسرع كما كان يفعل فى الافاضة من عرفة، كما يستحب له اذا بلغ وادى محسر أن يسرع اذا كان ماشيا أو يحرك دابته اذا كان راكبا - وهذا الاسراع بقدر رمية حجر - لما روى جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرك قليلا فى وادى محسر (٧).

[مذهب الحنابلة]

يستحب لمن أفاض الى منى أن يسير وعليه السكينة كما فى سيره من عرفات، كما يستحب الاسراع فى وادى محسر، فان كان ماشيا أسرع وان كان راكبا حرك دابته، والاسراع المستحب هو ما كان بقدر رمية حجر. ويستحب أن يكون فى طريقه ملبيا فان الفضل بن عباس رضى الله عنه قال: شهدت الافاضتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة وهو كاف


(١) الحطمة كمهزة الكثير من الابل والغنم.
(٢) الرض النضير ج‍ ٣ ص ٤٨، ٥٠، ٥١
(٣) المختصر النافع ص ١١٢
(٤) شرح النيل ج‍ ٢ ص ٣٧٧
(٥) فتح القدير ج‍ ٢ ص ١٧٤ طبعة ١٣١٥ هـ‍.
(٦) بطن محسر: هو واد بين المزدلفة ومنى، ومحسر بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين المشددة وسمى بهذا الوسم لأن الله تعالى أنزل فيه العذاب على أصحاب الفيل، أو لأنه سبحانه حسر فيلهم فى هذا الوادى وحسره بمعنى أعياه وأحجزه عن السير.
(٧) المجموع ج‍ ٨ ص ١٢٥