للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن تيمية: أنه لو وقف على أهله أو على أهل بيته دخل فى هذا الوقف أزواجه، وأنه لو وقف على آله ففى دخول أزواجه فى هذا الوقف روايتان، وأختار هو الرواية التي تقول بدخولهن فى هذا الوقف. وقالوا: إنه لو وقف على آله أو على أهل بيته دخل هو فى هذا الوقف أما لو وقف على أهله فإنه لا يدخل فيه.

وقالوا: أنه لو أوصى لآله كان كمن أوصى لقرابته فتكون الوصية لقرابته من قبل أبيه، وذلك لأنه جاء فى بعض الروايات لحديث زيد بن أرقم أنه قيل له: من آل رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ قال:

أهله وعشيرته الذين حرمت عليهم الصدقة:

آل على وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل.

وفى الوصية لأهل بيته والوصية لقرابته روايات كالتي ذكرت فى الوقف، غير أنى لم أقف على أنها ذكرت فى الوصية للآل.

آل محمد صلى الله عليه وسلم

تحريم الصدقة عليهم:

رويت أحاديث كثيرة - قالوا: إنها متواترة المعنى - فى تحريم الصدقة على آل محمد.

ومما جاء فيها قوله صلى الله عليه وسلم:

«إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة». «إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد، وإن مولى القوم من أنفسهم». «إن الصدقة لا تنبغى لآل محمد إنما هى أوساخ الناس».

وقد اتفق الفقهاء على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرمت عليه الصدقة المفروضة وصدقة التطوع، ولكنهم اختلفوا فيمن هم آله الذين حرمت عليهم الصدقة وفى الصدقة التى حرمت عليهم.

ذهب الحنفية إلى أن آل محمد الذين حرمت عليهم الصدقة هم بنو هاشم بن عبد مناف إلا من ورد النص بنفي قرابتهم.

وهاشم لا ولد له إلا من أبنه عبد المطلب.

فمن يعتبرون آل محمد وقرابته فى هذا الباب هم آل على، وآل العباس، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل الحارث، من أولاد عبد المطلب، أما آل أبى لهب بن عبد المطلب فليسوا من آل محمد هنا، ولا تحرم عليهم الصدقة وإن كانوا مسلمين، وذلك لأن تحريم الصدقة على بني هاشم إنما كان تكريما من الله تعالى لهم ولذريتهم لقاء نصرتهم له عليه الصلاة والسلام فى الجاهلية وفى الإسلام، أما أبو لهب فكان أحرص الناس على آذاه عليه الصلاة والسلام، حتي أنه عليه الصلاة والسلام قد برئ من قرابته، فقال: «لا قرابة بينى وبين أبى لهب، لقد آثر علينا الأفخرين، فلم يستحق لا هو ولا ذريته هذه الكرامة». وآل محمد فى هذا الباب لا يتناول آل المطلب وآل عبد شمس وآل نوفل أبناء عبد مناف وليسوا ممن حرمت عليهم الصدقة.

وما ذهب إليه الحنفية فى هذا هو المشهور من مذهب مالك، وإحدى الروايتين عن أحمد، وهو مذهب الزيدية ومذهب الإمامية.

وقال الشافعى وابن حزم: إن آل محمد هنا هم بنو هاشم وبنو المطلب فقط‍، وهو مقابل المشهور من مذهب مالك وإحدى الروايتين عن أحمد.