للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليها الا حيث يرى أنهما غير كافيتين بالنظر الى من نطق بهما فى أبعاد أى شك فى ايمانه وتصديقه بأن لا اله الا الله وأن محمدا رسوله الى الناس جميعا بالدين الذى أكمله لهم وأمرهم باعتناقه. هذا وقد اتفقت جميع المذاهب عدا المالكية على أن كلا من الصغير والمجنون يعد مسلما باسلام أحد أبويه.

وجاء فى ابن عابدين نقلا عن الاستروتشى الصغير تبع لأبويه أو أحدهما فى الدين فان انعدما فلذى اليد والا فللدار ولا تنقطع التبعية الا بالبلوغ أو بالاسلام بنفسه ولا يصير الولد مسلما باسلام جده ولو كان أبوه ميتا (١).

وذهب المالكية الى أنه انما يتبع فى الاسلام أباه مباشرة لا جده ولا أمه (٢).

ويرى الشافعية تبعيته لأحد أبويه من جهة الاب أو الام وان علوا بحيث لا يكون بينهما واسطة (٣).

وذهب الحنابلة الى أن كلا من الصغير والمجنون يتبع أحد أبويه فى الاسلام (٤).

وهذا هو مذهب الجعفرية (الإمامية) والزيدية.

فان عدما كان مسلما تبعا لداره عند الزيدية وان وجد فى كنيسة أو بيعة، وعند التردد فى الامر قدم اعتباره مسلما (٥).

[الاسلام عقائد وشرائع وفضائل وهو دين]

أشهر معانى الاسلام وأكثرها ورودا فى استعمالاته وما يتبادر اليه الذهن عند اطلاقه هو الدين الذى جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم وهو دين الحق وهو الهدى الذى لا يخالطه ضلال وفيه نزل قوله تعالى «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» (٦) وقوله تعالى «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» (٧).

وليس هذا الدين الذى رضيه الله لعباده واتم به عليهم نعمته الا ما شرعه الله سبحانه وتعالى للناس وأوحى به الى رسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم والى الانبياء من قبله وهو دين الاسلام واحد فى اصوله وعقائده يتمثل فى اخلاص العبادة له وصدق التوجه


(١) ابن عابدين ج ٢ ص ٤٢٨.
(٢) الشرح الكبير ج ٤ ص ٣٠٨.
(٣) نهاية المحتاج ج ٧ ص ٤٠٠.
(٤) كشاف القناع ج ٤ ص ١٠٩.
(٥) التاج المذهب ج ٤ ص ٢٦٦ وتحرير الأحكام ج ٢ ص ٢٢.
(٦) الآية رقم ٣٤ من سورة التوبة.
(٧) الآية رقم ٣ من سورة المائدة.