للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{حِلٌّ لَكُمْ» (١) حيث تشير هذه الآية الى أن ذبيحتهم حلال وكأنهم لا يذكرون عيسى وعزيزا فى مقام الذبح أو ينذر منهم فلم يعبأ بذلك وجعلت ذبيحتهم كذبيحة المسلم. أما ذبائح المجوس فان مذهب الجمهور المنع مطلقا. قال البيهقى رحمه تعالى: واجماع أكثر المسلمين عليه ونقل الحربى الاجماع على المنع الا عن أبى نور وأخرج ابن أبى شيبة من طريقه جواز التسرى من المجوس باسناد صحيح واذا جاز التسرى جاز أكل ذبائحهم اذ هما قرينان فى الحكم وذلك انهم أهل كتاب لحديث: «انما المجوس طائفة من أهل الكتاب» واسناده حسن، فحكمهم كحكم أهل الكتاب فى جميع الأحكام وقد صح أن النبى صلى عليه وسلم أخذ منهم الجزية ولم يأذن الله عز وجل فى أخذها الا من أهل الكتاب (٢).

[مذهب الإمامية]

جاء فى شرائع الاسلام أن ذبيحة الوثنى ميتة وفى الكتابى روايتان أشهرهما المنع فلا يؤكل ذباحة اليهودى ولا النصرانى ولا المجوسى، وفى رواية ثالثة تؤكل ذباحة الذمى اذا سمعت تسميته وهى مطروحة (٣).

[مذهب الإباضية]

جاء فى شرح النيل أن الذبيحة لا تؤكل على الصحيح ان ذبحها أو نحرها مشرك غير كتابى أو كتابى محارب.

وتجوز ذبيحة أهل الكتاب كلهم من الرجال والنساء والأحرار والعبيد ممن اختتن منهم ومن لم يختتن ما داموا فى العهد والذمة، واذا حاربوا فلا تؤكل ولا تؤكل ذبيحة من ارتد الى أهل الكتاب من أهل الاقرار، وتؤكل ذبيحة الطفل والطفلة الكتابيين ان لم يحارب أبواهما (٤).

وقد ورد فى الأثر أنه يجوز أكل ذبيحة نصرانى ذكر عليها ثلاثة آلهة منهم الله.

ولا يؤكل ما ذبح لغير الله تعالى ولو لغير الأصنام وسئل على وابن عباس رضى الله تعالى عنهم كيف حلت ذكاة أهل الكتاب وهم يذكرون غير الله تعالى فقالا ان الله حين أحل لنا ذبائحهم قد علم ما يقولون (٥).


(١) الآية رقم ٥ من سورة المائدة.
(٢) المرجع السابق ج ٣ ص ١٧٠ نفس الطبعة السابقة.
(٣) شرائع الاسلام للمحقق الحلى ج ٢ ص ١٣٧ نفس الطبعة المتقدمة.
(٤) شرح النيل وشفاء العليل لمحمد بن يوسف أطفيش ج ٢ ص ٥٤٤، ص ٥٤٥ نفس الطبعة المتقدمة.
(٥) المرجع السابق لمحمد بن يوسف أطفيش ج ٢ ص ٥٥٥ نفس الطبعة السابقة.