للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والكلام مع الناس فى الطواف جائز وذكر الله أفضل لأن النص لم يأتى بمنع ذلك (١).

[مذهب الزيدية]

أن للطواف عندهم فروضا تسعة هى النية والطهارة والستر والترتيب وهو جعل البيت عن يساره فلو عكس لم يجزه … وندب الابتداء من الحجر الأسود وقال بعضهم بل هو فرض، ثم أن التماس الأركان فى كل شوط‍ شرط‍. ومحاذاة جميع الحجر بجميع بدنه أو بعضه لفعله صلى الله عليه وسلم وكونه داخل المسجد. والتسبيع أى كون الطواف سبعة أشواط‍. وتوقى الاوقات المكروهة. ويصلى ركعتين خلف مقام ابراهيم بعد الطواف. ونصوا على أن سنن الطواف هى: المشى ثم استلام الحجر الأسود ثم السجود عليه وأن يقول عند الاستلام بسم الله الله أكبر وأن تلا قرآنا جاز اذ هو أفضل الأذكار أو يقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. ثم استلام الأركان وتقبيلها. ثم الاضطباع لفعله صلى الله عليه وسلم قالوا انما رمل واضطبع ليرهب المشركين بالقوة وقد رمل صلى الله عليه وسلم فى عمرة الجعرانة وحجة الوداع ايضا والراكب يحرك دابته فى موضع الرمل. وندب أن يقول: اللهم اجعله حجا مبرورا. وحين يمشى اللهم أغفر وارحم لفعله صلى الله عليه وسلم. ثم يقرأ فى الركعتين مع الفاتحة الكافرون وفى الثانية الاخلاص. ومن تركها فى المقام صلى فى غيره ولا دم عليه. وندب بعدها مس الحجر ثم مسح الوجه لفعله صلى الله عليه وسلم ويكبر اذ حاذى الحجر الأسود.

وندب الدعاء عند الحجر والركن اليمانى ويكره عند الطواف ووضع اليد على الفم ولا رمل ولا اضطباع على المرأة والخنثى - وندب اذا انتهى فى آخره الى المستجار أن يبسط‍ على البيت يديه وبطنه وخديه قائلا «اللهم البيت بيتك والحرم حرمك والعبد عبدك وهذا مقام العائذ بك من النار. وندب الدخول الى زمزم (٢).

[مذهب الإمامية]

يشترط‍ الإمامية فى الطواف ثلاثة شروط‍ هى:

تقديم الطهارة - وازالة النجاسة من الثوب والبدن والختان فى الرجل. ويستحب دخول مكة بالسكينة والوقار مغتسلا ولو تعذر اغتسل بعد الدخول، من باب بنى شيبة، والدعاء عنده أما كيفية الطواف عندهم - فواجبها:

النية والبداءة بالحجر والختم به، والطواف على اليسار، وادخال الحجر فى الطواف وأن يطوف سبعا، ويكون بين المقام والبيت ويصلى ركعتين فى المقام فان منعه زحام صلى حياله، ويصلى النافلة حيث شاء فى المسجد ولو نسى الركعتين فى المقام رجع فأتى بهما فيه ولو شق عليه صلاهما حيث ذكر، ولو مات قضى عنه الولى.

ومندوبات الطواف عندهم الوقوف عند الحجر والدعاء واستلامه وتقبيله فان لم يقدر أشار بيده وأن يقتصد فى مشيه، ويذكر الله سبحانه فى طوافه، ويلتزم المستجار وهو بحذاء الباب من وراء الكعبة - ويبسط‍ يديه وخده على حائطه، ويلصق بطنه به، ويذكر ذنوبه ولو جاوز المستجار رجع والتزمه. وكذا يستلم الأركان. وأكدها ركن الحجر واليمانى. ويقرأ فى ركعتى الطواف بالحمد والصمد فى الأولى وبالحمد والكافرون فى الثانية ويكره الكلام فيه بغير الدعاء والقراءة (٣).

[مذهب الإباضية]

قد تكلم فقهاء مذهب الإباضية عن كيفية الطواف - فقالوا ان ابراهيم عليه السلام ابتدأه


(١) المحلى ج‍ ٧ ص ١٧٩، ١٨٠، ١٨١، ١٩٧
(٢) البحر الزخار ج‍ ٢ ص ٣٤٦ الى ٣٥٤
(٣) المختصر النافع ص ١١٦، ١١٧، ١١٨ وشرائع الاسلام ج‍ ١ ص ١٣٢