للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر عز الدين رحمه الله تعالى ان من الزواجر الزجر عن مفسدة البغى.

فان رجعوا الى الطاعة كففنا عن قتلهم وقتالهم، وهذا زجر عن مفسدة لا اثم فيها.

قال ابو عمر رأى مالك رحمه الله تعالى قتال الخوارج.

وقال ابن يونس رحمه الله تعالى قال مالك: يستتاب أهل الاهواء من القدرية وغيرهم وذلك اذا كان الامام عدلا ولا يصلى عليهم.

قال سحنون رحمه الله تعالى: أدبا لهم، وكتب عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه فى الخوارج ان كان رأى القوم أن يسبحوا فى الأرض من غير فساد على الائمة ولا على أحد من أهل الذمة ولا على قطع سبيل من سبل المسلمين فليذهبوا حيث شاءوا، وان كان انما رأيهم القتال فو الله لو أن أبكارى خرجوا رغمة عن جماعة المسلمين لأرقت دماءهم التمس بذلك وجه الله تعالى (١).

وجاء فى بلغة السالك ان للامام قتال البغاة وقتلهم، وانذروا وجوبا فيدعوهم لطاعته ان لم يطيعوا قاتلهم ما لم يعالجوه بالقتال (٢).

[مذهب الشافعية]

جاء فى مغنى المحتاج أن الامام لا يقاتل البغاة حتى يبعث اليهم امينا فطنا ان كان البعث للمناظرة كما قاله بعض المتأخرين ناصحا لهم.

فاذا وصل اليهم يسألهم ما ينقمون وما يكرهون، اقتداء بعلى رضى الله تعالى عنهما فانه بعث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما الى النهروان فرجع بعضهم وابى بعضهم.

وظاهر عبارة المنهاج أن البعث واجب وهو ظاهر عبارة الشرحين ايضا وبه صرح ابن الصباغ وغيره.

وقال فى المطلب هو ظاهر كلام الشافعى رحمه الله تعالى وصرح به الأصحاب.

وفى تعليق القاضى أبى الطيب رحمه الله تعالى انه مستحب.

فان ذكروا مظلمة هى سبب امتناعهم من الطاعة أو شبهة ازالها لأن المقصود بقتالهم ردهم الى الطاعة ودفع شرهم كدفع السائل دون قتلهم لقول الله عز وجل:

«فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ» (٣). أى ترجع الى كتاب الله تعالى وسنة رسوله.

فان اصروا بعد الازالة او لم يذكروا شيئا نصحهم ووعظهم وخوفهم سوء عاقبة البغى وأمرهم بالعودة لطاعته لأن ذلك أقرب الى حصول المقصود.

ثم ان أصروا دعاهم الى المناظرة.

فان لم يجيبوا أو أجابو وغلبوا فى المناظرة


(١) المرجع السابق ج ٦ ص ٢٧٨ نفس الطبعة.
(٢) بلغة السالك لأقرب المسالك للشيخ أحمد الصاوى على الشرح الصغير للشيخ احمد الدردير ج ٢ ص ٣٨٤ فى كتاب على هامشه شرح الشيخ احمد الدردير طبع المكتبة التجارية بمصر.
(٣) الآية رقم ٩ من سورة الحجرات.