للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضب لما أن نفسه الشريفة عافته لأنه لو كان كذلك لما منع السيدة عائشة من أن تتصدق به كما حدث فى شاة الأنصار من أن النبى صلى الله عليه وسلم لما امتنع من أكلها أمر بالتصدق بها (١).

[مذهب المالكية]

جاء فى شرح الخرشى: أنه يباح أكل العقرب (٢) والخنافس (٣) وكذلك بنات (٤) وردان كما يباح من الحشرات الدود والنمل وما فى معناها - وهو مراد أهل المذهب بما لا نفس له سائلة طاهر - وان مات حتف أنفه (٥).

وذكر الدسوقى فى حاشيته على الشرح الكبير أنه يباح أكل خشاش الأرض ان قبلته طبيعته والا فلا يجوز أكله حيث ترتب عليه ضرر، لأنه قد يعرض للطاهر المباح ما يمنع أكله (٦). ولا يفهم من حل هذه الأنواع أنه يحل أكلها بدون ذكاة بل ان حل الأكل يفتقر الى ذكاة مع ذكر اسم الله تعالى وجوبا مع القدرة عليه.

[مذهب الشافعية]

جاء فى مغنى المحتاج: أنه لا تحل الحشرات كخنفساء وهى أنواع منها بنات وردان وحمار قبان والصرصار وتحرم دوات السموم والابر والوزغ بأنواعها لاستخباثها ولان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلها ويحرم سام أبرص - وهو كبار الوزغ ويحرم الدود وهو أنواع كثيرة تدخل فيها الأرضة ودود القز والدود الأخضر الذى يوجد على شجر الصنوبر (٧).

وجاء فى نهاية المحتاج أنه يحل أكل الجراد بالاجماع سواء فى ذلك ما صيد حيا ومات وما مات حتف أنفه ولو صاده مجوسى ونحوه فيحل ولا اعتبار بفعله وكذا يحل أكل الدود المتولد من طعام وخل وفاكهة اذا أكل معه سواء كان الدود حيا أو ميتا فى الأصح وذلك لعسر تمييزه غالبا لانه كجزئه طبعا وطعما أما ان كان هذا الدود منفردا فانه يحرم. ومحل ما ذكره


(١) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكسانى ج ٥ ص ٣٦ نفس الطبعة المتقدمة.
(٢) وكذلك العقربة والعقرباء كله للانثى أما الذكر فيقال له: عقربان.
(٣) الخنافس جمع خنفساء بضم الخاء والمد والانثى خنفساة وفى المحكم الخنفس دويبة صغيرة سوداء أصغر من الجعران منتنة الريح والانثى خنفسة وخنفساء وخنفساة.
(٤) دويبة نحو الخنفساء حمراء اللون وأكثر ما يكون فى الحمامات وفى الكنف.
(٥) من كتاب شرح الخرشى لفضيلة المدقق سيدى أبى عبد الله محمد الخرشى على المختصر الجليل للامام أبى الضياء سيدى خليل وبهامشه حاشية نادرة زمانه وفريد عصره وأوانه للعلامة الشيخ على العدوى الطبعة الثانية ج ١ ص ٨١ طبع بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر المحمية سنع ١٣١٧ هـ‍.
(٦) حاشية الدسوقى على الشرح الكبير ج ٢ ص ١١٥ نفس الطبعة المتقدمة.
(٧) مغنى المحتاج الى معرفة الفاظ‍ المنهاج ج ٤ ص ٢٧٨ نفس الطبعة المتقدمة.