للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[آفة]

التعريف بها: يقال فى اللغة آفة أوفا:

أضره وأفسده، وآفت البلاد أوفا وآفة وأووفا صارت فيها آفة - والآفة العاهة وما يفسد - وهو عرض مفسد لما أصاب من شئ (١) ولم يخرج بها الفقهاء والأصوليين فى استعمالاتهم عن هذه المعانى اللغوية.

الآفة عند الأصوليين: هى عند الأصوليين سماوية ومكتسبة، يذكرونها عند الكلام على عوارض الأهلية.

أما السماوية فهى ما ثبتت من قبل صاحب الشرع بلا اختيار للعبد فيها مثل الجنون (انظر جنون)، ومثل العته (انظر عته)، ومثل اعتقال اللسان (انظر اعتقال اللسان) وغير ذلك.

والمكتسبة ما يكون لاختيار العبد فى حصولها مدخل مثل الجهل (انظر جهل)، ومثل السفه (انظر سفه) (٢). ويترتب على الآفة بقسميها تغيير فى بعض الأحكام مثل إسقاط‍ كل العبادات المحتملة للسقوط‍ كالصلاة والصوم عن المجنون (انظر جنون).

ومثل الجهل فى موضع الاجتهاد الصحيح أو فى موضع الشبهة إذ يصلح عذرا وشبهة دارئة للحد والكفارة كما إذا أفطر المحتجم فى رمضان ظانا أن الحجامة مفطرة وأن الأكل بعدها مباح جهلا منه، فإن جهله عذر (انظر جهل)، ومثل منع مال السفيه عنه (انظر سفه) (٣).

الآفة عند الفقهاء: ويستعملها الفقهاء مفرديها بالحكم حينا كما يستعملونها ضمن استعمالهم لمصطلح تلف، وقد تحدث الفقهاء عن الآفة السماوية التى تصيب الثمار والزروع وما يترتب عليها من أحكام فى بعض الأبواب الفقهية وعرفوها بأنها ما لا صنع لآدمى فيها، كالثلوج والغبار والريح الحار والجراد والنار ونحو ذلك (٤).

أثرها فى الزكاة: ذهب الحنفية فى الزروع التى تصيبها آفة سماوية، وهى ما لا صنع لآدمى فيه … إلى أنها تسقط‍ عنها الزكاة إذا أهلكت المال الذى تجب فيه.

وذلك لأن الواجب عندهم جزء من النصاب تحقيقا للتيسير فيسقط‍ (٥). وإن هلك البعض يسقط‍ الواجب بقدره وتؤدى زكاة الباقى قل أو كثر فى قول أبى حنيفة، وعند أبى يوسف ومحمد من الحنفية يعتبر قدر الهالك مع الباقى فى تكميل النصاب إن بلغ نصابا يؤدى، وإلا فلا.

وفى رواية عن أبى يوسف يعتبر كمال النصاب فى الباقى بنفسه من غير ضم قدر الهالك إليه (٦).

أما الحنابلة: فيقولون لو تلف المال بعد الحول قبل التمكين من إخراج الزكاة ضمنها، ولا تسقط‍ الزكاة بتلف المال، أما بالنسبة للحبوب والثمار فإن وجوب الزكاة لا يستقر فيها إلا بجعلها فى جرين (٧) ومسطاح ونحوه، فإن تلفت قبل الوضع بها بغير قصد من


(١) لسان العرب مادة «أوف».
(٢) شرح المنار ص ٩٤٧ وما بعدها.
(٣) المرجع السابق.
(٤) الروض المربع ج‍ ١ ص ١٨٦. شرح النيل ج‍ ٢ ص ٢٣. كشاف القناع ج‍ ١ ص ٤٥٢.
(٥) فتح القدير ج‍ ١ ص ٥١٤، ٥١٥ الطبعة الاميرية سنة ١٣١٥ هـ‍.
(٦) بدائع الصنائع للكاسانى الطبعة الأولى ج‍ ٢ ص ٦٥
(٧) الجرين جمع جرن. وهو موضع تجفيف الثمر ونموه. المسطاح: الحصير من الخوص.