للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى اصفرار الشمس، واختاره الموفق لما روى عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "وقت العصر ما لم تصفر الشمس" (١). وأما وقت الضرورة فينقضى بغروب الشمس.

[مذهب الظاهرية]

جاء في (المحلى): أنه يتمادى وقت العصر إلى أن تغرب الشمس كلها، إلا أننا نكره تأخير العصر إلى أن تصفر الشمس إلا لعذر، ومن كبر للعصر قبل أن يغرب جميعُ القرص فقد أدرك العصر (٢).

[مذهب الزيدية]

جاء في (شرح الأزهار): أنه ينقضى وقت العصر الاختيارى إذا صار ظل الشئ مثليه سوى ظل الزوال. وقالوا أيضًا: إن للعصر وقتين اضطراريين؛ الأول: وقت الظهر جميعه الاختيارى إلا ما يسع الظهر الزوال فإنه ينقضي بالظهر؛ أما الثاني: فينقضى حين يبقى من النهار ما يسع ركعة، وهذا مأخوذ من عبارة (التذكرة)؛ فإنه قال فيها: إلى قبل الغروب بركعة (٣).

[مذهب الإمامية]

جاء في (شرائع الإسلام): أنه ينقضى وقت العصر بغروب الشمس، وقيل بأن يصير ظل كل شئ مثليه؛ وقيل: ثمانية أقدام آخر وقتها المختار، وحتى تغرب الشمس لذوى الأعذار (٤).

[مذهب الإباضية]

جاء في (شرح النيل): أنه ينقضى وقت العصر عندهم. إذا صار ظل الشئ مثليه بعد قدر الزوال، وقيل: هو الإصفرار وقيل: غيوب الشمس أي بعض جرمها (٥).

ثالثًا: انقضاء وقت المغرب:

[مذهب الحنفية]

جاء في (شرح العناية على الهداية): أن آخر وقت المغرب ما لم يغب الشفق، لحديث أبى هريرة - رضي الله عنه -: "أول المغرب حين تغرب الشمس وآخره حين يغيب الشفق" (٦) والشفق عند أبى حنيفة هو البياض في الأفق بعد الحمرة، وفى رواية عنه أنه الحمرة وهو قول الصاحبين، ويرجح الرواية الأولى؛ ما رواه أبو هريرة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "آخر وقت المغرب إذا اسود الأفق" (٧) وهو لا يكون إلا إذا زال البياض (٨).

[مذهب المالكية]

جاء في (شرح الخرشى) (٩): أن وقت المغرب المختار ينقضى بقدر فعلها بعد شروطها أي بعد أن يمضى من الوقت بقدر ما يسع ثلاث ركعات ويسع شروطها من طهارتى حدث وخبث كبرى وصغرى، مائيه وترابية، وستر عورة، واستقبال قبلة، ويزاد على شروطها الأذان والإقامة، ويجوز لمحصل الشروط التأخير بقدر تحصيلها، إن كان غير محصل لها، ووقت الضرورة للمغرب ينقضى بطلوع الفجر.


(١) صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة. باب أوقات الصلوات الخمس.
(٢) المحلى: ٣/ ١٦٤.
(٣) شرح الأزهار: ١/ ٢٠٦ - ٢٠٨.
(٤) شرائع الإسلام: ١/ ٤٣ - ٤٥.
(٥) شرح النيل: ١/ ٣١٥.
(٦) بلفظ " … يغيب الأفق" في سنن الترمذى، كتاب الصلاة، باب ما جاء في مواقيت الصلاة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٧) ذكره الزيلعى في نصب الراية: ١/ ٢٣٤. وقال: غريب. وذكره ابن حجر في الدراية: ١/ ١٠٣. وقال: لم أجده.
(٨) شرح العناية على الهداية: ١/ ١٥٤.
(٩) شرح الخرشى: ١/ ٢١٧.