للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستبين لك الفجر هكذا - ومد يده عرضا - ولأن الأذان شرع للاعلام بدخول الوقت والاعلام بالدخول قبل الدخول كذب وكذا هو من باب الخيانة فى الأمانة والمؤذن مؤتمن على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن الأذان قبل الفجر يؤدى الى الضرر بالناس لأن ذلك وقت نومهم وأذان بلال بليل كان لمعان أخرى لا لصلاة الفجر لما روى ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يمنعكم من السحور أذان بلال فانه يؤذن بليل ليوقظ‍ نائمكم ويرد قائمكم ويتسحر صائمكم فعليكم بأذان ابن أم مكتوم وهذا دليل على أن أذان بلال كان لهذه المعانى لالصلاة الفجر، ويرى أبو يوسف أنه لا بأس بأن يؤذن للفجر فى النصف الأخير من الليل بدليل ما روى عن عبد الله بن عمر عن أبيه رضى الله عنه أن بلالا كان يؤذن بليل، ولأن وقت الفجر مشتبه وفى مراعاته بعض الحرج بخلاف سائر الصلوات (١).

[مذهب المالكية]

قال المالكية: ويستحب تقديم الأذان للصبح فى أول سدس الليل الأخير لأنها تأتى الناس وهم نيام فيحتاج لتقدم الأذان لأجل انتباه الناس من نومهم وتأهبهم لها، واذا كان التقديم مستحبا فظاهره أنه لا يعاد عند طلوع الفجر والراجح الاعادة قيل ندبا والراجح سنة وقيل الأول مندوب والثانى سنة (٢).

[مذهب الشافعية]

قال الشافعية: أذان الصبح من نصف الليل شتاء كان أو صيفا لما صح أنه صلى الله عليه وسلم قال: ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم (٣) والسنة أن يؤذن للصبح مرتين احداهما قبل الفجر والأخرى عقب طلوعه للحديث السابق، فان اختصر على أذان واحد جاز أن يكون قبل الفجر وأن يكون بعده وجاز أن يكون بعض الكلمات قبل الفجر وبعضها بعده اذا لم يطل بينهما فصل واذا اقتصر على أذان واحد فالأفضل أن يكون بعد الفجر على ما هو المعهود فى سائر الصلوات (٤).

[مذهب الحنابلة]

قال الحنابلة: يباح الأذان للفجر بعد نصف الليل لأن معظمه قد ذهب ولأن وقت الفجر يدخل على الناس وفيهم الجنب والنائم فاستحب تقديم أذانه حتى يتهيئوا لها فيدركوا فضيلة أول الوقت وقال الشيخ ولا يستحب تقديم أذان الفجر قبل الوقت كثيرا لما فى الصحيح من حديث عائشة: قال البيهقى فى مجموع ما روى فى تقدم الأذان قبل الفجر: انما هو بزمن يسير وأماما يفعل الناس فى زماننا من الأذان للفجر من الثلث الأخير فخلاف السنة اذا سلم جوازه وفيه نظر (٥).

[مذهب الظاهرية]

قال ابن حزم الظاهرى: يجوز أن يؤذن لها - صلاة الصبح - قبل طلوع الفجر


(١) بدائع الصنائع ح‍ ١ ص ١٥٤.
(٢) الدردير ح‍ ١ ص ٨٧.
(٣) نهاية المحتاج ح‍ ١ ص ٤٠١.
(٤) المجموع ح‍ ٣ ص ٨٩.
(٥) كشاف القناع ح‍ ١ ص ١٦٧، ١٦٨.