للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قضاء حاجة الانسان قال الدردير: المراد بالآداب الأمور المطلوبة ندبا لمريد قضاء حاجته، وقال: ندب لمريد فضاء الحاجة الجلوس وأن يكون بمحل طاهر وتسمية قبل الدخول الى أن قال ووجب استبراء الى آخر ما ذكره، وذكر تحت عنوان الآداب أمورا مندوبة وأمورا واجبة ولذلك قال الصاوى فى حاشيته: الأدب هو الأمر المطلوب شرعا عند قضاء الحاجة وهو أعم من أن يكون الطلب واجبا أو مندوبا لأن بعض ما يأتى واجب، وقال تعليقا على قول الدردير. المراد بالآداب الأمور المطلوبة ندبا أى بحسب غالبها فلا ينافى أن بعضها واجب (١) وفى متن العشماوية فى باب آداب الجمعة قال: آداب الجمعة ثمانية وعد منها تجنب ما يتولد منه الرائحة الكريهة وقال الشيخ الصفتى فى حاشيته ان المراد بالآداب هو ما يطلب من المكلف تحصيله سواء كان واجبا كتجنب الرائحة الكريهة أو سنة كالغسل أو مستحبا كالتطيب لها الا أنه نقل عن حاشية الأمير أن عد هذا - أى تجنب ما يتولد منه الرائحة الكريهة - من باب الآداب مسامحة لأنه واجب والمراد بالآداب ما يطلب لا على سبيل الوجوب (٢) وقد جاء فى الشرح الصغير عند ذكر آداب الأكل والشرب قوله: وسن عينا لآكل وشارب ولو صبيا تسمية، ويندب الجهر بها وعدد بعد ذلك مندوبات يطلب فعلها ومكروهات يطلب اجتنابها، وفى هذا اطلاق للأدب على السنة العينية والمندوب والنهى عن ما يكره (٣).

[مذهب الشافعية]

جاء فى منهج الطلاب: فصل فى آداب الخلاء وفى الاستنجاء: سن لقاضى الحاجة أن يقدم يساره لمكان قضائها ويمينه لانصرافها وأن ينحى ما عليه معظّم الى أن قال: ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، وقال فى حاشية البجرمى تعليقا على ذلك: الآداب جمع أدب وهو المطلوب سواء كان مندوبا أم واجبا ثم قال واعلم أن جميع ما ذكر فى هذا الفصل من الآداب محمول على الاستحباب الا ترك الاستقبال والاستدبار والاستنجاء (٤) وفى نهاية المحتاج فى باب آداب الخلاء أيضا: ذكر الرملى آداب الخلاء وعد منها عدم استقبال القبلة واستدبارها بالصحراء، وعلق الشبراملسى فى حاشيته على ذلك فقال:

الآداب جمع أدب وهو المستحب، وعلى ذلك فليس من الآداب ما يأتى من وجوب عدم الاستقبال والاستدبار للقبلة بالصحراء فيكون التعبير بالآداب تغليبا، ثم قال ويحتمل أن يكون المراد بالأدب هنا المطلوب شرعا فيشمل المستحب والواجب وعلى ذلك فلا تغليب فى العبارة (٥) وقد تصدق الآداب عند الشافعية أيضا على ما يسن فعله وعلى ترك ما يكره فعله فقد جاء فى حاشية البجرمى فى باب


(١) الشرح الصغير ح‍ ١ ص ٣٢، ٣٣.
(٢) حاشية الصفتى لابن تركى المالكى ح‍ ١ ص ٢٩٦ طبع مطبعة محمد على صبيح سنة ١٣٨٣ هـ‍.
(٣) الشرح الصغير ح‍ ٢ ص ٤٨٧ - ٤٩٠.
(٤) حاشية البجرمى ح‍ ١ ص ٥١ طبع مطبعة مصطفى البابى الحلبى سنة ١٣٤٥ هـ‍.
(٥) نهاية المحتاج وحاشية الشبراملسى عليه ح‍ ١ ص ١١٥ طبع مطبعة مصطفى البابى الحلبى سنة ١٣٥٧ هـ‍