للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو متفرقة أو المكان المنوى الاقامة فيه على الدوام مع استيطانه المدة وإن لم يكن له به ملك (١).

والوطن عند الإباضية: كل مكان يتخذه الانسان وطنا أرضا مبنية أو غير مثبتة طاهر تمكن فيه الصلاة، أو هو محل قصد أن يتم فيه الصلاة فالمدار على نية الاتمام لا على نية الاقامة.

ومما تقدم يتبين أن الوطن الأصلى يتحقق عند أغلب الفقهاء بالاقامة الدائمة على نية التأييد وسواء كان فى مكان ولادته أو فى مكان آخر ويلحق بذلك مكان الزوجة ويتحقق عند الإمامية بإقامة مدة كسنة أو كستة أشهر بل ويتحقق بالنية عند الزيدية ولو لم يحصل دخوله وذلك حيث نوى أن يستوطن مكانا فى مدة مستقبلة فإنه يصير وطنا بمجرد النية والإباضية لا يقيدون الوطن إلا بكونه مكانا منوى الاتمام فيه (٢).

[امكان تعدد الوطن الأصلى]

الوطن الأصلى يجوز أن يكون واحدا أو أكثر من ذلك، وذلك مثل أن يكون له أهل ودار فى بلدتين أو أكثر ولم يكن من نية أهله الخروج منها وإن كان هو ينتقل من أهل إلى أهل فى السنة حتى أنه لو خرج مسافرا من بلدة فيها أهله ودخل بلدة أخرى فيها أهله فإنه يصير مقيما من غير نية الاقامة هذا مذهب الحنفية ومثله بقية المذاهب (٣).

[وطن الاقامة]

[تعريفه وشروطه]

وطن الاقامة ويسمى الوطن المستعار والحادث وهو كما عرفه الحنفية المكان الصالح للاقامة الذى يقصد المسافر الاقامة فيه خمسة عشر يوما أو أكثر على نية أن يسافر بعد ذلك (٤). وعلى هذا بقية المذاهب (٥)، عدا الإباضية فإنهم يخالفون بالنسبة لمقدار الاقامة التى تقطع حكم السفر ويخالفون كذلك فى اشتراطه صلاحية المكان للاقامة.

[شرائطه]

جاء فى بدائع الصنائع: ذكر الكرخى فى جامعه روايتين عن محمد الرواية الأولى أن المكان يصير وطن اقامة بشرطين:

احداهما: أن يتقدمه سفر والثانى: أن يكون بين وطنه الأصلى وبين هذا الموضع الذى نوى الاقامة فيه مسيرة ثلاثة أيام فصاعدا وبدونها لا يصير وطن اقامة وإن نوى الاقامة خمسة عشر يوما ولو كان ذلك فى مكان صالح للاقامة حتى أن الرجل المقيم إذا خرج من مصره إلى قرية من قراها لا لقصد السفر ونوى أن يتوطن بها خمسة عشر يوما لا تصير تلك القرية وطن اقامة له وإن كان بينهما مسيرة سفر إذ لم يتحقق السفر الشرعى لانعدام نيته وكذا إذا قصد مسيرة سفر وخرج حتى وصل إلى قرية بينهما وبين وطنه الأصلى مسيرة ما دون السفر ونوى أن يقيم بها خمسة عشر يوما لا يصير مقيما ولا تصير تلك القرية وطن اقامة له والرواية الثانية هى -


(١) شراح الاسلام للمحقق الحلى ج ١ ص ٧٥ الطبعة السابقة والروضة البهية شرح اللمعة الدمشقية ج ١ ص ١٢٤ للشهيد السعيد الجبعى العاملى الطبعة السابقة.
(٢) المراجع السابقة.
(٣) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى ج ١ ص ١٠٣، ص ١٠٤ الطبعة السابقة وشرح الخرشى مع حاشية العدوى عليه ج ٢ ص ٦١ الطبعة السابقة وشرح النيل وشفاء العليل لابن يوسف اطفيش ج ١ ص ٥٢٦ الطبعة السابقة والمحلى لابن حزم الظاهرى ج ٥ ص ٢٢ الطبعة السابقة وشرائع الاسلام فى الفقه الاسلامى الجعفرى للمحقق الحلى ج ١ ص ٧٥ الطبعة السابقة وكشاف القناع مع هامش منتهى الارادات فى كتاب ج ١ ص ٣٢٨ الطبعة السابقة وشرح الازهار المنتزع من الغيث المدرار وهامشه ج ١ ص ٣٦٨، ص ٣٦٩ وشرح النيل وشفاء العليل ج ١ ص ٥٢٩، ص ٥٣٠ الطبعة السابقة.
(٤) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى ج ١ ص ١٠٣، ص ١٠٤ الطبعة السابقة وحاشية ابن عابدين ج ١ ص ٧٤٣ وما بعدها الطبعة السابقة وفتح القدير وحاشية الهداية ج ١ ص ٤٠٣ الطبعة السابقة.
(٥) شرح الخرشى مع حاشية العدوى عليه ج ٢ ص ٦٢ الطبعة السابقة والمهذب للشيرازى ج ١ ص ١٠٣ الطبعة السابقة وكشاف القناع مع هامش منتهى الارادات ج ١ ص ٣٢٨ الطبعة السابقة والمحلى لابن حزم الظاهرى ج ٥ ص ٢٢ المسألة رقم ٥١٥ الطبعة السابقة وشرح الازهار المنتزع من الغيث المدرار لابى الحسن عبد الله بن مفتاح ج ١ ص ٣٦٦ الطبعة السابقة.