للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إفراد شئ بالبيع من جملة لا تتفاوت

أجزاؤها (١):

جاء فى بدائع الصنائع: أنه لو قال بعتك قفيزا من هذه الصبرة صح البيع وإن كان قفيزا من صبرة مجهولا، لكن هذه جهالة لا تفضى إلى المنازعة، لأن الصبرة الواحدة متماثلة القفزان. بخلاف الشاة من القطيع وثوب من الأربعة لأن بين شاة وشاة تفاوتا فاحشا وكذا بين ثوب وثوب.

بيع جملة مع إفراد كل جزء بالثمن (٢):

جاء فى البحر الرائق أن بيع جملة مع إفراد كل جزء بالثمن إما أن يكون فى المكيلات والموزونات والعدديات المتقاربة.

وإما أن يكون من غيرها من الذرعيات والعدديات المتفاوتة. ولا يخلو من أن يسمى جملة الكيل والوزن والعدد والذرع فى البيع أو ألا يسمى.

أما المكيلات فإن لم يسم جملتها بأن قال بعت منك هذه الصبرة كل قفيز منها بدرهم لم يجز البيع إلا فى قفيز منها بدرهم ويلزم البيع فيه عند أبى حنيفة رحمه الله تعالى. ولا يجوز فى الباقى إلا إذا علم المشترى جملة القفزان قبل الافتراق بأن كالها فله الخيار إن شاء أخذ كل قفيز بدرهم وإن شاء ترك.

وإن لم يعلم حتى افترقا عن المجلس تقرر الفساد.

وعند أبى يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى يلزمه البيع فى كل الصبرة كل قفيز منها بدرهم سواء علم أو لم يعلم.

وعلى هذا الخلاف إذا قال كل قفيز منها بدرهمين أو كل ثلاثة أقفزة منها بثلاثة دراهم وعلى هذا الخلاف الموزون الذى لا ضرر فى تبعيضه كالزيت وتبر الذهب والفضة والعددى المتقارب كالجوز واللوز إذا لم يسم جملتها.

وأما الذرعيات فإن لم يسم جملة الذرعان بأن قال بعت منك هذا الثوب أو هذه الأرض أو هذه الخشبة كل ذراع منها بدرهم فالبيع فاسد فى الكل عند أبى حنيفة رحمه الله تعالى إلا إذا علم جملة الذرعان فى المجلس فله الخيار إن شاء أخذ وإن شاء ترك وإن لم يعلم حتى إذا تفرقا تقرر الفساد.

وعند أبى يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى يجوز البيع فى الكل ويلزمه كل ذراع منه بدرهم.

وعلى هذا الخلاف إذا قال كل ذراعين بدرهمين أو كل ثلاثة أذرع بثلاثة دراهم.

وعلى هذا الخلاف العدديات المتفاوتة كالأغنام والعبيد بأن قال بعت منك هذا القطيع من الغنم كل شاة منها بعشرة دراهم ولم يسم جملة الشياه وعلى هذا الخلاف الوزنى الذى فى تبعيضه ضرر.

كالمصنوع من الأوانى والعلب ونحو ذلك.

ووجه قولهما فى مسائل الخلاف أن جملة المبيع


(١) بدائع الصنائع للكاسانى ج ٥ ص ١٥٧، ص ١٥٨ وما بعدها الطبعة السابقة والهداية مع حواشيها فتح القدير للشيخ كمال الدين بن محمد عبد الواحد السيواسى ثم السكندرى المعروف بابن الهمام ج ٥ ص ١٠٦ وما بعدها طبع المطبعة الكبرى ببولاق مصر المحمية ١٣٢٥ هـ‍ الطبعة الأولى.
(٢) البحر الرائق ج ٥ ص ٣٠٧ الطبعة السابقة.